المراقبون يرون ان هذا الخبر ياتي في سياق محاولات التنظيمات المسلحة الى كشف تحركات، وربما خطط الجيش العراقي، ليسهل استهداف قادة العمليات العسكرية وارباك حركة القوات من خلال مباغتتها بهجمات استباقية تنفذها المجموعات المسلحة.
الخبر الذي اعلن عنه امس عن تمكن القوات الامنية من ضبط خلية تتكون من ٣ افراد من الفرقة الثالثة من اللواء ١١ المرابط على حدود قضاء سنجار، يشير الى عمل الجماعات المسلحة المتواصل على احباط فاعلية القوات الامنية، والحيلولة دون تمكنها من بسط سيطرتها. خبر القاء القبض عن خلية "داعش" يقول ان من بين مهمات هذه الخلية مراقبة تحركات القادة والضباط اضافة الى تحركات الوحدات العسكرية.
الامر الذي ينذر بالخطر هو ترجيح مصدر الخبر، وهو ضابط في الجيش العراقي، وجود عناصر اخرى في تشكيلات الجيش.
وزارة الداخلية العراقية، وعلى لسان المتحدث باسمها العميد سعد معن، اعلنت امس ان شرطة نينوى اعتقلت اثنين من عناصر "داعش" يعملان في كتيبة مختصة بالاغتيالات والخطف في الاسواق التجارية في مركز المدينة.
وتشير معلومات واردة من محافظة الموصل ان مسلحي "داعش" ينشطون في الليل، يحملون اسلحة متوسطة وخفيفة وظهرون بشكل علني وسط الموصل.
مما لاشك فيه ان عناصر تنظيم داعش الارهابي يعمل وفق خطط استخبارية وامنية، ربما بمساعدة من جهات استخبارية خارجية، فضلا عن الافادة من وجود عناصر امنية محلية في صفوفه لها الخبرة والدراية بالجهد الامني والاستخباراتي، حسب ما يرى محللون.
اذ يرى محللون عراقيون ومسؤولون حكوميون ان معظم المتعاونين مع التنظيمات المسلحة، بخاصة "داعش"، هم عناصر امنية سابقة كانت تعمل في اجهزت النظام السابق، وما يشير بوضوح الى هذا هو عملياتهم الاخيرة ومنها ما جرى بسجن (الطوبجي). الاعلامي سالم مشكور تساءل عما اذا كان سبب تزايد الهجمات المسلحة غياب التنسيق بين الاجهزة المختلفة، مشيرا الى معلومات عن وجود مخطط لتهريب سجناء ابو غريب كانت موجودة ليس عند سياسيين فقط بل حتى عند صاحب كشك قرب السجن، كما قيل. ويقول مشكور ان للجانب الاميركي خبرة كبيرة جدا في العمل الاستخباري كاساليب واجهزة، اما بخصوص المعلومات فان الاميركيين لديهم قاعدة بيانات ضخمة حول الارهاب وشخوصه في العراق وقد جرت محاولات بسيطة للاستعانة بهم عندما قاموا بطلب من الجانب العراقي بكشف هوية منفذ أحد التفجيرات عبر تحليل الحامض النووي المأخوذ من بقايا جثته، وتبين انه من خريجي سجن بوكا. ويطالب مشكور بتوسيع الاستعانة بالخبرة الاميركية، وتعزيز التعاون الامني.
وكثيرا من يطالب معنيون الاجهزة الامنية العراقية وبكل صنوفها بذل جهود مضاعفة من اجل الانتقال من موقع الدفاع الى موقع الهجوم في العمل الاستخباري من خلال اختراق المجموعات المسلحة وابتكار سبل حث المواكنين على التعاون مع الاجهزة الامنية.
نشاط الجماعات المسلحة في اختراق المؤسسات الامنية العراقية يعزز مخاوف احتمال انتقال ما يجري في محافظة الانبار الى الموصل ومناطق اخرى ليست مستقرة تماما.
القلق العام من نشاط المسلحين يحتم على القادة الامنيين اتخاذ خطط عسكرية مباغتة متطورة على الدوام وتحصين المقرات العسكرية بالجهد الاستخباري المطلوب.
المعركة الان استخباراتية قبل ان تكون عسكرية. وحتى تثبت الاجهزة الامنية العراقية فعاليتها، لا بد من اغناء القطعات العسكرية الموجودة على ارض المعركة بكل تفاصيل هذه المجاميع وتحركاتهم وخططهم والجهات المساندة لغرض احباط مخططاتهم وبخسائر اقل.