واعتبر بلات أنّ لحالات العنف المتزايدة ضدّ الصحفيين وظاهرة التهرّب من العقاب عواقب كارثية على حريّة التعبير في البلاد.
وفي تعليق له على تقرير وضعته لجنة حماية الصحفيين مؤخّراً حول حرية التعبير في إقليم كوردستان العراق، قال مدير مكتب اليونسكو في العراق أكسل بلات أنه "بصفتنا إحدى المنظّمات الناشطة في مجال حرية التعبير والمعلومات، نحن قلقون جدّاً من هذه النتائج".
وفي ٢٢ نيسان ٢٠١٤، نشرت لجنة حماية الصحفيين تقريراً خاصاً بعنوان "جبل الإفلات من العقاب يجثم على صدور صحفيي كوردستان"، والذي تضمّن تحقيقاً شاملاً حول ظاهرة التهرّب من العقاب في الجرائم وأعمال العنف التي تطال الإعلاميين، مسجّلاً في التفصيل ما يقارب الـ٧٠٠ حالة اعتداء ضدّ الصحفيين، بما فيها حالات التهديد، الضرب، الاحتجاز، الترهيب والاتلاف المتعمّد للأجهزة الخاصّة بالصحفيين.
بالإضافة إلى ذلك، وللعام السادس على التوالي، اعتُبر العراق الدولة الأسوأ على مؤشر الإفلات من العقاب لعام ٢٠١٤، (والذي نشرته لجنة حماية الصحفيين في ١٦ نيسان ٢٠١٤)، والذي يحتسب جرائم القتل المرتكبة بحق الصحفيين بحسب نسبتها من معدّل السكان. وبحسب اللجنة، لم تصدر أي إدانة في مئة حالة قتل ضدّ الصحفيين في العراق منذ ٢٠٠٣.
وقال أكسل بلات إنّ "هذه النتائج الخطرة إنّما تؤكّد مخاوف اليونسكو"، مؤكّداً أنه "هناك حاجة لاتحاد وطني من مسؤولين حكوميين وإعلاميين وخبراء قانونيين ونشطاء في حقوق الإنسان لتغيير هذا الواقع".
وركّز مدير اليونسكو في العراق على الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في المراحل اللاحقة للنزاع، مصرّحاً أن "الصحافة الاستقصائية المحترفة والتغطية الموضوعية هما عناصر رئيسية لتحقيق المصالحة، السلام المستدام، والحكم الرشيد".
ويشير اللبيان الى ان التوتّر السياسي، عدم الاستقرار، الحرب السورية، وعدم استجابة السلطات والقوات الأمنية هي من العناصر التي لها آثار سلبية جدّاً على أمن وسلامة الصحفيين واستقلالية الصحافة في العراق.
ويشكّل العمل على ضمان سلامة الصحفيين ومكافحة تهرّب مرتكبي الجرائم بحقّهم من العقاب أحد العناصر الأساسية للدعم الذي توفّره اليونسكو لحرية الصحافة في جميع الميادين الإعلامية. وبالتالي، تؤكّد اليونسكو التزامها في تشجيع حريّة الصحافة وسلامة الصحفيين، وذلك عبر الأطر الفنّية والميدانية، من خلال جملة من الأنشطة المتعدّدة.
وتتضمّن هذه الأنشطة رفع الوعي، بناء القدرات، والعمل على تحفيز الشراكات والتعاون في سبيل تنفيذ خطة عمل الأمم المتحدة لضمان سلامة الصحفيين.