وقال النائب عن محافظة نينوى محمد إقبال في حديث مع "المدى" امس إن القوات الامنية التي تشرف على حماية محافظة نينوى تركت مواقعها بشكل مفاجئ ومقراتها العسكرية وسيطراتها الامنية دون وجود اية مواجهات أو اشتباكات مع المجاميع الارهابية التي دخلت المدينة بسهولة".
وتابع إقبال أنه "بعد انسحاب قطعات الجيش من مواقعها حدث فراغ أمني ودخلت المجاميع الارهابية إلى المدينة وسيطرت عليها بالكامل مع مؤسساتها الحكومية وتهريب جميع السجناء من السجون أمام هروب للقوات المسلحة". ونوه إلى أن "عدد هذه المجاميع المسلحة التي هاجمت نينوى واستولت عليها خلال غضون ساعات معدودة لم يكن الا مئات في مدينة كبيرة جدا يقطنها مليون وسبعمئة الف نسمة".
واضاف أن "انهيار الجيش جاء على اثر انسحاب الجنرالات الكبار الذين كانوا يقودون عملية تطهير نينوى من المجاميع المسلحة، وبالتالي تولّد نوع من الاحباط لدى جميع المقاتلين والعناصر الامنية دفعها إلى الهروب بشكل مفاجئ".
ولفت إلى أن "اعداد القوات الامنية المشرفة على حماية محافظة نينوى كانت كبيرة فهناك فرقتان لقوات الجيش عددها (٣٠) الف جندي وفرقة واحدة للشرطة الاتحادية قوامها (٣٠) الف منتسب مع وجود (٣٠) الف منتسب من الشرطة المحلية، فضلا عن وجود فوج لقوات سوات وقوات طوارئ".
واوضح أن "هذه القوات لو قامت بواجبها الحقيقي لما استطاعت المجاميع الارهابية دخول محافظة نينوى والسيطرة على جميع المناطق ولكن حصل سوء تخطيط، وتقاعس الضباط الكبار مع عدم وجود عقيدة عسكرية وكذلك الفساد المالي والاداري، كما ان هناك تواطؤا من قبل بعض ضباط الجيش مع المسلحين لتسليم نينوى دون اطلاق رصاصة واحدة". وأشار إلى أن "جميع المواطنين داخل مدينة الموصل يعيشون في خوف ورعب بعد انسحاب قوات الجيش منها وسيطرت المجاميع الارهابية عليها مما دفع أعدادا كبيرة منهم للتوجه إلى إقليم كردستان"، مبينا أن "هناك خوفا من تكرار سيناريوهات محافظة الانبار في قصف المدنيين العزل من قبل الجيش العراقي". وحذر من معالجة هذه الازمة في القصف العشوائي للمدنية من قبل قوات الجيش بعد انسحابها خارج المدينة"، منوها إلى أن "القوات الامنية بدأت تخلي معسكراتها عصر يوم الاثنين وإلى الساعات الاولى من الليل حتى بدأت بعد ذلك المجاميع الإرهابية بالدخول للمدينة". وأوضح أن "ما جرى هو عملية تسليم واستلام بين قوات الجيش العراقي والمجاميع المسلحة لمحافظة نينوى"، كاشفا عن وجود جهد تقوم به بعض الاطراف من مدينة الموصل لدخول قوات البيشمركة للمدينة وتحريرها الا ان رئيس الوزراء رفض ادخال قطعات قوات البيشمركة إلى نينوى". الى ذلك قال النائب عن التحالف الكردستاني عن مدينة الموصل، محسن السعدون أن القوات الامنية المتواجدة داخل مدينة الموصل انسحبت بدلا من منع دخول المجاميع المسلحة".
واضاف السعدون لـ"المدى" أن قيادة عمليات نينوى وجميع تشكيلات العسكرية لم تقاوم المجاميع الارهابية رغم عددها القليل مقارنة بالقوات العسكرية"، متسائلا "ما الذي دفع بالقوات الامنية بعدم مقاومة المجاميع المسلحة ".
وتابع أن "سقوط محافظة نينوى بيد هذه المجاميع المسلحة يهدد جميع محافظات العراق ويضعها تحت خطر الارهاب وهجمات هذه المجاميع الارهابية"، منوها الى أن "الوضع الانساني اصبح مأساويا للغاية بعد دخول هذه المجاميع الإرهابية".