وقال السيد عمار الحكيم في كلمة له خلال الاحتفالية الجماهيرية بمناسبة ذكرى ولادة الامام الحسن المجتبى {ع} الذي اقيم بمكتبه ببغداد ،"ابارك لكم هذه الليلة الشريفة الكريمة التي نحتفل بذكرى الولادة الميمونة للامام الحسن المجتبى {عليه السلام} هذا الشخص الكريم الذي كانت تمثل ولادته فرحة عظيمة على المسلمين بعد ثلاثة عشر عاما من المعاناة والالام والمحنة وحينما تحققت الهجرة بعد هجرة النبي {صلى الله عليه واله وسلم} ايضا هناك الكثير من التحديات والاشكاليات والاعداء اللذين وقفوا بوجه الرسالة الاسلامية وفي السنة الثالثة للهجرة اي بعد {١٦} عاما من انطلاق الرسالة الاسلامية كانت هذه الولادة الميمونة في مدينة رسول الله { صلى الله عليه واله وسلم} وجاءت لتمثل اول تجسيد عملي للوعد الالهي الذي وعده لرسول الله { صلى الله عليه واله وسلم} بان تكون ذرية نبينا من خلال بنته الزهراء {عليها السلام}".
واضاف" كان الامام الحسن المجتبى {عليه السلام} اول وليد ومصداق لتحقق الوعد الالهي الذي وعده رسول الله { صلى الله عليه واله وسلم} كانت الفرحة عامرة بولادته، فحينما نراجع تاريخ الامام الحسن {عليه السلام} نجده مليئا بالمظلومية والمعاناة والتحديات وسوء الفهم والاستهداف الظالم والاشاعات التي طالما تراكمت على الامام في اطار حرب نفسية واسعة بالماكنة الاعلامية الضخمة التي كانت للخصوم انذاك حتى تدخلوا في حياته الشخصية واختلقوا ظواهر بعيدة عن الواقع في محاولة منهم لتشويه صورته امام الناس وواكبته المظلومية حتى بعد استشهاده حينما اوصى ان يدفن الى جوار جده رسول الله { صلى الله عليه واله وسلم} ولكن منعوه ورموا جثمانه بالسهام والنبال وكان قد اوصى اذا رفض دفنه بجوار جده رسول الله { صلى الله عليه واله وسلم} وحصلت فتنة فلينقل الى البقيع ولا يكون مدفنه سببا في اراقة دماء المسلمين وعلى ضوء ذلك اتخذ الامام الحسين {عليه السلام} قراره بنقل جثمانه الطاهر الى البقيع".
وزاد السيد عمار الحكيم قائلا" اليوم نركز على الجانب السياسي والاجتماعي في حركة الامام الحسن المجتبى {عليه السلام} حيث تصدى لامامة المسلمين في ظروف بالغة التعقيد والحساسية واضطرابات سياسية، المجتمع كان متعبا بالحروب التي خاضها امير المؤمنين {عليه السلام} من حرب الجمل الى صفين والنهروان الى الغزوات العديدة التي كانت تحصل وصولا الى الغارات التي كان يغيرها جيش الشام على الانبار على صحراء الانبار المناطق الغربية في العراق وعلى حدود السعودية واليمن ، وما اشبه اليوم بالبارحة هذه القوى المتشددة تعود لتستهدف وتغير على الانبار وتخاطر بامننا وتمتد الى مناطق اخرى من بلادنا ، هذه القواعد التي تتحكم بمجرى التاريخ فالاسماء تتغير لكن السلوك والقواعد في التعاطي والتعامل والمنهج هو نفسه والموقف المطلوب هو الموقف الذي اتخذ من ائمة اهل البيت {عليهم السلام} ،اليوم يذبح المسلمون والنصارى كالكبش على يد هؤلاء التكفيريين ويدعون الاسلام والانتماء والاسلام منهم براء فالمنهج هو المنهج، فالامام المجتبى لم يتصدى بظروف طبيعية تصدى في ظروف قاهرة واضطرابات عسكرية وامنية وسياسية وتدافع وتيارات سياسية متناحرة وحينما يقرأ الانسان الظروف التي عاشها الامام الحسن {عليه السلام} يجدها قريبة من الظروف التي نعيشها اليوم في ازماتنا السياسية والامنية وحجم الضغوط والتحديات التي نتعرض لها وكإن العراق يجب ان يبقى محطة لهذا الاختبار الالهي لتمحيص هذا الشعب حتى يتحملوا مسؤولياتهم الكبيرة في الانتصار العادل والمنقذ المنتظر {عج} في مشروعه الاصلاحي الكبير".
وتابع " هذه الحروب المتوالية وانتشار الجيش في اماكن واسعة والقوات العسكرية تحت الضغط ولدت حالة من الاعياء والتعب والملل ماكانت مستعدة ان تقف وتقاتل وتواصل المشوار وكانها نست او تناست ان الامور في خواتيمها ومشاريع الاصلاح ايضا كذلك، فالمجتمع في عهد الامام الحسن {عليه السلام} ايضا كان يواجه نفس المشكلة تعب وملل من القتال والامام يحثهم لابد ان ننهي هذه المسئلة حتى نهايتها حتى لا يبقى الرعب والخوف من جيش الشام يقلق الكوفة واهل الكوفة اي اهل العراق فالرعب والخوف اخطر شيء في المعركة، ونفس الشيء اليوم يحصل الخوف من عصابات {داعش} الارهابية من هم داعش هل يستطيعون ان يتمكنوا منا فالثقة بالنفس والقوة وادراك مكامن القوة المتوفرة لدينا والوقوف بوجه الاعداء ينهي المعركة "، مبينا ان" داعش اناس دخلاء قادمين من الشيشان هل يستطيعون ان يتمكنوا منا ويستولوا على ارضنا ويغتصبوا دورنا ويهتكوا اعراضنا لا والله لا يقر لنا قرار ولا يهدء لنا بال حتى نطهر هذه الارض من دنس هؤلاء مهما كلفنا ذلك من تضحيات ".
واشار السيد عمار الحكيم الى ان" المرجعية العليا قالت كلمة فخرج مئات الالاف من الناس يضحون بوجودهم يقدمون ارواحهم رخيصة من اجل الاسم والعقيدة ومن اجل الوطن لكن امامنا كان يكل ويتحدث والناس يتململون على اهواء مختلفة مشتتين احزاب وجماعات اغراض ودوافع مختلفة فيهم المحكمة وهم خوارج ذلك الزمان كخوارج زماننا وفيهم من يطلب الرخاء وفيهم من يبحث عن امتيازات ومصفحات وفيهم المخلصون".
واكد ان" الامام المجتبى {عليه السلام} كان يقيم جيشه من حيث العدد فعددهم كبير لكن من حيث المضمون والواقع يفتقدون الى العقيدة العسكرية والايمان بالمشروع الرسالي، وكان يعي جيدا ان هذا الجيش لن ينجح او ينتصر في معركة كم من فئة قليلة لديها عقيدة ورؤية وثقة بالله والنفس غلبت باذن الله لكن اذا كان لايوجد عقيدة فبدون ذلك لايمكن ان يتحقق الانتصار"، مبينا ان" العدو الواضح المعروف قتاله اسهل مما تقاتل اناس من داخل المجتمع من نفس العشائر والقبائل وهذا كان يؤدي الى ضغوط متزايدة لذا قرر الامام المجتبى في تكتيك ان يحول هذا التحدي الى انتصار وهذه عين الحكمة عندما تكون تحت الضغط والتحدي الى فرصة وانتصار فكانت الخيارات اما ان يستمر في القتال وينتهي المشروع او الاستسلام فكان الحل ان يذهب الى هدنة معاوية".
ولفت رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الى انه" في الجيش يوجد مصطلح يسمى اعادة انتشار قائد عسكري في لحظة يرى قواته محاصرة من كل مكان لا يستطيع تحقيق انتصار بهم يتخذ قرارا شجاعا بالانسحاب خطوة الى الوراء وهذه من شواهد شجاعة القائد العسكري حين يشخص متى عليه ان ينسحب لتنظيم صفوفه ويهجم من جديد ويحقق الغرض وهناك قائد لا يعرف ان ينسحب ويخاطر بموت جيشه قد احيانا يكون هناك موقع استراتيجي لا يمكن التفريط به حتى وان ضحا الجميع لكن احيانا ليس بهذا الشكل في لحظة ما تضطر الى الرجوع خطوة الى الوراء لتنظيم الصفوف وتعود من جديد للهجوم فالامام المجتبى كان هكذا يلملم صفوفه ثم بعد ذلك يكون الهجوم من جديد لذلك كانت هذه الخيارات امام الامام المجتبى {عليه السلام} واستطاع ان يحقق انجازا مهما من خلال هذه الاستراتيجية التي اعتمدها".
واوضح ان" ماحصل في مدينة الموصل انهم قالوا ان الجيش يضغط علينا لا نريده في مدينتنا فخرج الجيش وانهزم لاي سبب من الاسباب، فجاءت عصابات داعش التكفيرية وحملت ابناء الموصل على قتال الحكومة للوصول الى العاصمة بغداد"، مشيرا ان" كنتم فاجأتم العراقيين نتيجة خذلان الجيش في الموصل سنفاجئكم اذا اقتربتم من بغداد وستجدون انها حصن حصين على كل من تسول نفسه ان يعتدي على عاصمة العراق ويسيء الى العملية السياسية سنقف وسندب عن بغداد وسندافع عنها بارواحنا وانفسنا".
واستطرد قائلا" ان عصابات داعش الارهابية اغوت باشاعة اجواء الفرح والاطمئنان بمجرد دخولهم الى المدن الا ان الاهالي تفاجئوا بعمليات التجويع والارهاب والمطاردة وتقييد الحريات والنساء لا تخرج من البيت وممنوع تدخين الشباب واغلاق محلات الحلاقة فالناس اصبحت تترحم على ايام زمان لذلك انصدموا الناس وبدأو يتلاومون فيما بينهم"، مؤكدا " نحن اليوم بامس الحاجة ان نقف عند منهج الامام المجتبى {عليه السلام} ونستذكر ما قام به الامام ونستذكر مسؤولياتنا ونلبي نداء المجتبى {عليه السلام} بالوقوف دفاعا عن هذا الوطن وحماية لمواطنيه"، مبينا " اننا اليوم امام ظاهرة النازحين فمئات الالاف نزحوا من مناطقهم فالاخبار التي تصلنا عن تعاطي المواطنين معهم ويتابع من خلال رجالنا واخواننا ونحن على تواصل مع هؤلاء في العديد من المحافظات حقيقة بها رفعة راس لهذه الروحية والعطاء ففي مناطق عديدة اغرق هؤلاء النازحين بالطعام والملبس والماكل وفتحت ابواب الناس وبيوتهم بوجه النازحين والمرجعية الدينية تقوم بجهد استثنائي من خلال مؤسساتها ومعتمديها ووكلائها وتساعد الكثير العتبة العلوية والعباسية والكاظمية والعسكرية كلها مفتوحة لمساعدة النازحين".
واشار السيد عمار الحكيم الى انه" يؤسفنا ان نقول ان الاجراءات الحكومية ليست بسرعة الاجراءات الشعبية ومؤسسات المرجعية الدينية نتمنى ان تكون اجراءات الحكومية ايضا واللجان المختصة تتحرك بسرعة وتقدم العون والرعاية لهذه الشريحة المهمة والكبيرة".
واختتم حديثه قائلا" شهدنا اليوم اجتماعا لمجلس النواب كنا نتمنى ان يتمخض عن انتخاب رئيس للبرلمان ونائبيه ولكن مما يؤسف له ان هذا لم يحصل، نتمنى في اجتماع الثلاثاء المقبل ان ننجز هذه العملية ونخطو خطوات الى الامام وبناء عملية سياسية متماسكة وفريق قوي ومنسجم وحضور حقيق على الارض دفاعا عن الوطن وان نخطو خطوة في الملف الامني ومسك الارض والدفاع عن حريم الوطن وخطوة في الملف السياسي حتى تتكامل هذه الادوار وصولا الى الاستقرار الذي ننشده".