وقال السيد عمار الحكيم خلال صلاة عيد الفطر المبارك التي اقيمت في مكتب سماحته ببغداد اليوم انه" يمر علينا عيد الفطر السعيد في هذا العام وبلادنا تشهد ظروفاً استثنائية وشعبنا يواجه تحديات ضخمة وهناك اعداد كبيرة من المواطنين قد نزحوا من مناطقهم ويعيشون ظروفا انسانية قاهرة ويحرمون من اداء طقوس العيد والاستمتاع بأجوائه في هذا الظرف العصيب".
واضاف" اننا نقف في هذا اليوم المبارك وقلوبنا تعتصر الماً على كل عائلة نازحة وكل طفلٍ مشرد وكل عراقي ينظر الى مستقبل وطنه بحيرة وقلق ، وانها لمسؤولية عظيمة امام الله وامام الشعب وامام التاريخ لكل من يتقدم الصفوف ويتصدى للعمل في كل مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والمهنية والاقتصادية، وعلى الجميع ان يعرف حدود مسؤولياته والمهام الملقاة على عاتقه"، مبينا ان" المسؤولية التزام وليست الزاماً فحسب، وفي هذه المرحلة الحرجة من حاضر الامة فاننا جميعا نواجه مسؤولياتنا بوضوح وواقعية دون مواربة أو تبرير".
واشار الى " انها لحظات يجب ان تسود فيها الحقيقة والصراحة ، فعندما تكون الامة في مواجهة مصيرها لايعود مجال للمجاملات والحسابات الضيقة، وعندما يقف الوطن امام مفترق طرق لا يمكنناالقبول بانصاف الحلول، وعندما يكون مصير الاجيال القادمة على المحك فلايمكنناالتضحية بمصير اجيال قادمة بسبب اخطاء جيل حاضر ".
وزاد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ان" هذا الشعب الطيب الصابر المظلوم المحروم قد تحمل الكثير وقدم الدماء والتضحيات العظيمة،وتنازل من اجل عقيدته ووطنه عن الكثير من مغريات الحياة وراحتها ودعتها"، متسائلا" متى نقابل هذه التضحية بتضحية !؟، ومتى نقابل هذا التنازل بتنازل؟!"، موضحا ان" التصلّب بالمواقف لن يؤدي الا الى مزيد من التفكك والنزاع وان الامة ومستقبلها اكبر من كل المسميات واقدس من كل المناصب واعلى من كل القامات، ونحن اليوم نقف على اعتاب التاريخ كي نسجل موقفاً ستذكره الاجيال القادمة، فلنحرص على ان يكون موقف عز وفخر وان لا يكون موقف عناد و تشبث".
وتابع قائلا" اليوم نحن امام تحدٍ مصيري لايمكننا تجاوزه بحلول ترقيعية وخطوات صغيرة وبطيئة، وانما علينا التحلي بالشجاعة والمضيبخطوات كبيرة وواثقة الى الامام و عدم الوقوف امام بعض المسميات التي مهما كبرت تبقى صغيرة امام عظمة هذا الشعب وهذه الامة، واننا متفائلون بأمكانية تشكيل حكومة تحظى بالمقبولية الوطنية الواسعة وتمثل منطلقاً جديداً للعملية السياسية وضمن المدد الدستورية المقرة".
واكد ان" وحدة العراق هي مشروعنا وقرارنا المصيري والاستراتيجي ولن نحيد عنه ولن نتساهلفيه ولن نساوم عليه، ولن نسمح لاحد ان يسجل في تاريخنا المشرق {الناصع البياض} تهاوناً بمصير هذا الوطن ما دام فينا عرق ينبض"، مبينا ان" العراق كله لنا نحن العراقيون لان العراق عراقنا وليس عراق الغرباء الادعياء الظلاميين، والعراق كل العراق لنا نحن المحرومون المظلومون الذين روينا ارض هذا الوطن بدمائنا منذ مئات السنين، والعراق كل العراق لنا من موصله الحدباء الى بصرته الفيحاء وليذهب الداعشيون الى قاع الجحيم غير مأسوف عليهم، وسيبقى العراق موحدا صامدا عزيزا رغم كل الجراح وكل الاهات وكل محطات اليأس والاخفاق والتخاذل، فالعراق وطن الانبياء ووطن الائمة، كبير بما يكفي ليكون اكبر من كل من يحاول ان يجد لنفسه مكاناً في تاريخ هذا الوطن المقدس، والعراق عظيم بما يكفي لتتحطم على صخور عظمته كل النرجسيات والنزوات وكل الافكار المنحرفة من اي مكان اتت وبأي اسم تسمت".
ووجه السيد عمار الحكيم رسالة لابناء شهيد المحراب وعزيز العراق قائلا" ايها الصادقون في زمن عزَّ به الصدق والنقاء، ايها المبدئيون في زمن اصبحت الشعارات الزائفة هي العملة الرائجة، لقد اثبتم للعالم انكم الاوفياء، وانكم الصادقون الغيارى، وانكم رجال الكلمة والموقف، لقد نلتم احترام شعبكم بسياسة المصداقية، فلا تتخلواعن مصداقيتكم لانها اصبحت سمة وميزة وعنوان لكم، لقد تقربتم الى شعبكم فتقرب الشعب اليكم واحتظنكم ومنح ثقته لكم، فعززوا هذه الثقة وارفعوا رايات مصداقيتكم عاليا ولتكونوا انتم دائما الصادقون الاوفياء، ومع مصداقيتكم عبرتم عن اقوى معاني الارادة، ومتى ما اجتمعت المصداقية والارادة فان طريقكم يكون دائما محفوفاًبالنصر بأذن االله، ومثلما رفعتم رايات الاخوة والمحبة والسلام بيد .. فانكم رفعتم سيوف الدفاع عن الحق والوطن والعقيدة باليد الاخرى فكنتم رجالاً تذودون عن الحق وسيوفاً مشرعة بيد المرجعية".
واضاف " فذوبوا في المرجعية، وتمسكوا بالمرجعية، فانها الملجأ وانها الحصن الحصين وانها الطريق الموصل للهدف المقدس وهو رضا الله تعالى وانها المجسدة للحق والمدافعة عن الحق، ذوبوا في المرجعية وتمسكوا بها ودافعوا عنها بالغالي والنفيس، ولتكن ارواحكم رخيصة في هذا الطريق، ذوبوا في المرجعية لتتذقوا حلاوة الايمان والعقيدة وتنفتح ارواحكم على ابواب الحكمة وتكونوا اقرب الى ربكم وشعبكم ووطنكم".
وعن ارهاب الافكار وارهاب المغتصبين قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي انه" من عمق جراحنا النازفة نتلمس جراحات اخوتنا في العروبة والاسلام، ومن انين صرخات الموصل المغتصبة نتلوى على صرخات غزة المغتصبة، فالارهاب مصدره واحد والعقل المدبر له واحد وان اختلفت الاسماء والعناوين، واليوم توحّد الباطل في شره وعدوانه، واصبحنا نرى بوضوح خيوط المؤامرة الارهابية الظلامية وقد اكتمل نسيجها، حيث يتبادل الارهابيون الادوار، فهنا ارهاب باسم الدين وادعيائه وهناك ارهاب صهيوني باسم شعب الله المختار ، وهنا يعلنون ان منهجهم هو الوحيد الذي يوصل الى الله وهناك يعلنون ان شعبهم هو الوحيد شعب الله المختار ".
وبين ان" هذا التشابه ليس وليد الصدفة وانما هو ولادة واحدة من رحم واحد، وان الارهاب الاسود الظلامي الذي يحاول ان يعيد صياغة حدود المنطقة ويتلاعب بمصير شعوبها سوف لا يستثني احداً وسيندم الجميع عاجلا ام آجلا كلما تأخروا في مواجهته والتصدي له، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون".