قارن سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بين نهج علي بن ابي طالب (ع) ونهج رسول الله (ص) من ناحية السلوك الشخصي وفي تحمل اعباء المهمة الالهية التي أضطلع بها رسول الله صلوات الله عليه وآله والامام امير المؤمنين عليه السلام ، مؤكداً سماحته على ان حديث الغدير من الاحاديث المتواترة التي ذكرها كبار المحدثين والرواة من مختلف الفرق والمذاهب الاسلامية الكريمة .
كما اشار الى ان جوهر رسالة الغدير يتمثل في ان الدين ليس درساً تعليمياً يدرّس في مدرسة ما وانما الدين في حقيقته هو التربية والاعداد للأنسان وصناعته وفق المعايير التي أرداها الله تعالى ، مؤكداً على ان الدين هو كيفية تحويل المعلومات والخزين الفكري والعقيدي والفقهي الى سلوك وفكر وواقع يعيشه الانسان ، مضيفاً سماحته : الدين في جوهره نمط جديد في الحياة والدين المعاملة كما ورد في بعض الروايات وهو ليس مجموعة من المحاضرات التي تدرس هنا وهناك وانما هو عملية التغيير الجذري وحالة الانقلاب التي تحصل في وجود الانسان ليفكر بطريقة مختلفة ويمارس أداءاً مختلفاً .
جاء ذلك خلال الكلمة القيمة التي ألقاها سماحته عصر الاربعاء ٢٤/١١/٢٠١٠ في الاحتفالية الكبرى التي أقامها المكتب الخاص لسماحته بالذكرى السنوية لعيد الغدير الاغر بحضور جمع غفير من الشخصيات السياسية والدينية والثقافية وأبناء العشائر العراقية الذين توافدوا من مختلف مناطق العاصمة بغداد .
الى ذلك أكد سماحته على ان رسول الله (ص) جاء ليعبر عن إرادة السماء في توسيع مفهوم الاية الشريفة ((الرسول أولى بالمؤمنين بأنفسهم)) لتشمل علياً (ع) ليصبح مفهومها ان علياً (ع) أولى بكم من أنفسكم من بعدي واذا قال علياً شيء وقلتم شيء فعليكم ان تقدموا أرشادات علي (ع) على رغابتكم ونزواتكم ، مضيفاً وهكذا نجد ان علياً (ع) كان يحذوا حذوا رسول الله (ص) في كل تفاصيل حياته الشريفة .
ويشرفنا أن نزف أزكى التهاني وأسمى التبريكات لمولانا صاحب العصر والزمان (عج) وللامة الاسلامية وبالخصوص شيعة أميرالمؤمنين (ع) بمناسبة حلول عيد الغدير الاغر.
سائلين المولى عزوجل أن يعيده علينا ويرزقنا شفاعة مولانا علي بن ابي طالب يوم المحشر.
ولاية علي بن أبي طالب حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي
فكلماتها على صيغة الجمع، واتفق المفسرون والمحدثون من الفريقين ـ الشيعة والسنة ـ أنها نزلت في حق علي عليه السلام وحده، منهم: الإمام الفخر الرازي في " التفسير الكبير " ٣/٤٣١، والإمام أبو اسحاق الثعلبي في تفسير " كشف البيان " وجار الله الزمخشري في " الكشاف " ١/٤٢٢، الطبري في تفسيره ٦/١٨٦، أبو الحسن الرماني في تفسيره، ابن هوازن النيسابوري في تفسيره، ابن سعدون القرطبي في تفسيره، الحافظ النسفي في تفسيره المطبوع في حاشية تفسير الخازن البغدادي، الفاضل النيسابوري في غرائب القرآن ١/٤٦١، أبو الحسن الواحدي في أسباب النزول: ١٤٨، الحافظ أبو بكر الجصاص في تفسير أحكام القرآن:٥٤٢، الحافظ أبو بكر الشيرازي في كتابه " ما نزل من القرآن في علي عليه السلام "، أبو يوسف الشيخ عبد السلام القزويني في تفسيره الكبير، القاضي البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل ١/٣٤٥، جلال الدين السيوطي في الدر المنثور ٢/٢٩٣، القاضي الشوكاني في تفسيره " فتح الغدير " السيد محمود الألوسي في تفسيره " روح المعاني " الحافظ ابن أبي شيبة الكوفي في تفسيره، ابو البركات في تفسيره ١/٤٩٦، الحافظ البغوي في " معالم التنزيل " الامام النسائي في صحيحه، محمد بن طلحة الشافعي في " مطالب السؤول " ابن أبي الحديد في شرح النهج ١٣/٢٧٧، الخازن علاء الدين البغدادي في تفسيره ١/٤٩٦، الحافظ القندوزي في " ينابيع المودة " الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه " المصنف "، رزين العبدري في " الجمع بين الصحاح الستة "، ابن عساكر في تاريخه، سبط ابن الجوزي في التذكرة: ٩، القاضي عضد الأيجي في كتابه " المواقف ":٢٧٦، السيد الشريف الجرجاني في شرح المواقف، العلامة ابن الصباغ المالكي في " الفصول المهمة ": ١٢٣، الحافظ أبو سعد السمعاني في " فضائل الصحابة "، أبو جعفر الاسكافي في " نقض العثمانية "، الطبراني في الأوسط، ابن المغازلي في " مناقب علي بن أبي طالب "، العلامة الكنجي القرشي الشافعي في " كفاية الطالب "، العلامة القوشجي في " شرح التجريد "، الشبلنجي في نور الأبصار: ٧٧، محب الدين الطبري في الرياض النضرة ٢/٢٢٧، وغيرهم من كبار أعلامكم.
رووا عن السدي ومجاهد والحسن البصري والأعمش وعتبة بن أبي حكيم وغالب بن عبد الله وقيس بن ربيعة وعباية بن ربعي وعبدالله بن عباس وأبي ذر الغفاري وجابر بن عبد الله الأنصاري وعمار بن ياسر وأبو رافع وعبد الله بن سلام، وغيرهم من الصحابة، رووا أن الآية الكريمة نزلت في شأن سيدنا علي عليه السلام، وقد اتفقوا على هذا المضمون وان اختلفت ألفاظهم، قالوا:
إن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يصلي في المسجد، إذ دخل مسكين وسأل المسلمين الصدقة والمساعدة، فلم يعطه أحد شيئا، وكان علي عليه السلام في الركوع فأشار بإصبعه إلى السائل، فأخرج الخاتم من يد الإمام علي عليه السلام، فنزلت الآية في شأنه وحده على صيغة الجمع، وذلك من أجل التعظيم والتفخيم لمقامه عليه السلام.
فهل العقل السليم يسمح لكم بترك قول جمهور العلماء والمفسرين وتتمسكوا بأقوال واهية وشاذة صدرت من المتعصبين والمعاندين الجاحدين للحق والدين؟!
هكذا فِيكَ جمالٌ هكذا ............ تُوصِلُ القلبَ إلى حد الخطر
خَفَقَانٌ واضَطَرابٌ حَمِلُوا ........... حُسَنَ مَمَدُوحي إذا مِتُ الوُزر
في الليالي البِيضِ قَد قَابلتهُ .... وَعُيوني سألَت أينَّ القمر
هاجمَ الليلَ بوجهٍ مُشرقٍ .......... وعلى الليلِ سنا الوجهِ أنتصر
يا حنانٌ سمِحٌ في خُلقهِ ........... قُلي ما أنَتَ وهل أنَتَ بشر
تَنزعُ الأرَوَاحَ مِن أجسادها ........ دونَ أن تَتَرُكَ عيناك أثر
طرفُكَ السَّامجُ في بهمتِهِ .......... يَسرُقُ الرَوحَ فمن يدري الخبر
دعائي للسيد عمار الحكيم "رعاه الله" ولكل الطيبين . من رب العالمين . بحق امير المؤمنين . ان يحفظكم ويديم عليكم نعمة الصحة والسلامة ويحفظ شبابكم الرائع . انه سميع مجيب الدعاء .