وقال سماحته في خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني المطهر اليوم ان " بناء البلد يحتاج الى مقومات كثيرة حتى يكون متنامياً ، وان من جملة مقوماته هو المال والثروات وهذا المقدار لوحده غير كافي ولابد ان يرفده شيء أخر وهو التفكير الجدي في بناء الدولة".
واضاف سماحة السيد الصافي ان " كل دولة تحتوي على مؤسسات يراد بها النهوض بمشروع الدولة والاليات التي تنفذها الدولة من خلال المؤسسات وهي الحالة الادارية العليا التي تثبت عليها اركان الدولة "، لافتاً الى انه " في بعض الحالات يكون الجانب المؤسساتي في ذهن المسؤول مفقوداً".
وتابع ان " مرحلة ما قبل ٢٠٠٣ كان التعامل مع الجانب التعليمي متأخراً لان النظام في تلك الفترة لا يتعامل مع بناء البلد بل لامور خاصة ، وعندما نأتي الى منظومة الطرق نجدها متأخرة في مدن دون اخرى بسبب ان هناك اعتبارات خاصة للنظام السابق مما اثر على بناها التحتية ".
واوضح سماحة السيد الصافي " وبعد عام ٢٠٠٣ توجد هناك نظرة لبناء البلد لكن الواقع على الارض في الكثير من الحالات ليس هناك بناء المؤسسات وانما علاقات شخصية تطغى في عملية البناء ".
ولفت الى ان " البناء المؤسساتي لا يأتي بالشعارات ، وان العمل المؤسساتي يجب ان يحترم القانون بعد ان اخذ درجاته القطعية ولا ننسف تماماً النظرة التي تريد ان تعمل لكن المحاباة تدخل على هذا الخط ".
واشار سماحة السيد الصافي ان " الجهة المتضررة من المجتمع هم الفقراء.. فماذا صنعنا مؤسساتياَ لهذا الفقير؟ ، مؤكداً انه " عندما نؤسس لشيء يجب ان نكون جديين وواقعيين ، وان العمل المؤسساتي يبدأ من المسؤول".
وكشف سماحته عن ان " احد المسؤولين اخر طائرة تقل [١٥٠] حاجاً لمدة خمس ساعات لكي تلتحق زوجته بالطائرة بعد تأخرها في الدوام الرسمي "، مبيناً ان " العمل المؤسساتي يجب ان يخضع الى موازين ابرزها احترام القانون ، وان اردنا للبلد الخير ينبغي ان لا يعمل المسؤول وفق مصالحه الشخصية" .