وقال صالح في مقابلة مع قناة العربية الفضائية، ان "تشكيل عمليات دجلة في المناطق المتنازع عليها توفر فرصة للذين يسعون لاثارة التفرقة والفوضى في العراق".
واشار صالح الى انه "عقب سقوط نظام البعث في العراق، حاولنا بناء دولة حديثة كي لا تتكرر المآسي التي تعرضنا لها في الماضي"، متسائلا "الا تلاحظون ان تشكيل قيادة عمليات دجلة وتسليح الجيش العراقي، يسهم في اعادة تأريخ ما قبل عام ١٩٩١؟"
وشدد على ان "تشكيل قيادة عمليات دجلة واثارة التوترات في المنطقة، تكمن خطورته في انه يهيئ ارضية خصبة للذين يسعون لبث الفرقة والفوضى بما يصعب حله".
واضاف "نحن نريد منظومة دفاع وطني تكون مؤتمنا على هذا البلد، فالسلاح ليس المشكلة، ويقينا انه ليس المشكلة"، مشيرا الى ان "مجلس الوزراء تدارك الموقف في صفقات الاسلحة التي يمكن ان نسميها مشبوهة بسبب ابعاد الفساد وغيرها، فبعد عشر سنوات من اسقاط صدام ، هل يعقل ان تكون لدينا مثل هذه المشاكل؟"
وبشأن المشكلة السياسية الراهنة بين اربيل وبغداد، لفت صالح الى ان "هذه المشكلة هي مشكلة عراقية بأمتياز وليست مشكلة الكورد وحدهم"، منوها الى ان "العديد من مكونات التحالف الوطني غير راضين عن هذا الوضع، والقائمة العراقية غير راضية ايضا عن هذا الوضع، والكورد غير راضين ايضا".
واشار صالح الى انه "كلنا لدينا مشاكل مع هذا البند او ذاك من الدستور، لكن هذا الدستور هو المتفق عليه، ربما فيه تفسيرات متباينة حول هذه المادة او تلك"، مستدركا ان "الدستور مبني على اساس واضح وهو التوافق والتشارك في هذا الوطن، وانهاء النظام المركزي الشمولي في التحكم بالسياسة العراقية والاقتصاد العراقي".
وبشأن الوضع في سوريا، اكد صالح ان "الوضع في سوريا مقلق، ولا يمكننا الا ان نكون قلقين ومتألمين لما يجري في سوريا، واملنا ان تنتهي حالة العنف في سوريا الى حل سياسي يكفل للسوريين الارادة الحرة في اختيار حكومتهم"، مشددا على ان "زمن الاستبداد والبعث انتهى، هؤلاء الذين دمروا العراق هم نفس العقلية التي تدمر سوريا".
وعن امكانية استئناف الحوار مع بغداد، اشار صالح الى انه "ليس لنا الا خيار الحوار، وعندما رجعنا من بغداد، خرج رئيس اقليم كوردستان الاستاذ مسعود بارزاني بتصريح عقب اجتماعنا معه، قال ان الحوار هو السبيل الوحيد والامثل وليس هناك بديل للحوار".
وحذر صالح من تداعيات هذه الازمة مشددا "على الكل في بغداد وغير بغداد ان يتفهموا خطورة الموقف"، مضيفا انه يجب "الا نستخف بالمتربصين بهذ التجربة، وان يعودوا الى طاولة الحوار بأسرع وقت ممكن، وانهاء عقلية التفرد والشعور بأنك المخلص الوحيد والاخرين خارجون عن ارادتك".
يذكر ان العلاقات بين بغداد واربيل تشهد خلافات مستمرة تشتد بين آونة واخرى حد الازمة.
وكان اعلان رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي عن تشكيل قيادة عمليات دجلة للسيطرة على الاجهزة الامنية من جيش وشرطة في كركوك وديالى وصلاح الدين، فصلا جديدا من التوترات التي تنذر بوقوع اشتباكات مسلحة بين الجانبين بعد رفض اربيل ومجلس محافظة كركوك هذا التشكيل بداعي عدم التنسيق معها.
وشهدت بلدة طوزخرماتو في محافظة صلاح الدين، الجمعة الماضية، اشتباكا مسلحا بين قوات من الشرطة الاتحادية ووقوات من الپيشمرگة يحرسون مقرا حزبيا تابعا للاتحاد الوطني الكوردستاني اسفر عن مقتل مواطن تركماني واصابة عشرة من افراد الشرطة، وتبعها تصعيدا اعلاميا من الجانبين ينذر بوقوع ما هو اخطر حسب المراقبين.