وقال علي حسين فيلي، في تصريح لوكالة "شفق نيوز"، ان "المرجعية الدينية العليا مطالبة بالتدخل المباشر لحل الازمة الحالية بين حكومة اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية في بغداد في المناطق المتنازع عليها، بعد التوترات الاخيرة نتيجة للتصعيد الحاصل على خطوط التماس بين قوات الامن الكوردية ووحدات الجيش العراقي".
واضاف فيلي ان "المرجعية العليا في النجف والمتمثلة بالمرجع الراحل الامام محسن الحكيم سبق وان اصدرت الفتوى الشهيرة بحرمة مقاتلة الكورد بعد ان طالبته السلطات الحكومية في ستينيات القرن المنصرم بفتوى تبيح مقاتلتهم"، مؤكدا ان "المرجعية الدينية الحالية في النجف الاشرف مدعوة لاصدار فتوى على غرار ما صدر عن الامام الحكيم".
واوضح فيلي أن "الفتوى التي اصدرها الامام الحكيم صنعت تاريخا ناصعا بين الكورد والشيعة وهما مكونان مظلومان من مكونات الشعب العراقي إبان الانظمة السابقة التي توالت على حكم العراق" متسائلا "الا يساهم سكوت المرجعية عن هذه الازمة في تهديم تلك العلاقة التاريخية بين الجانبين؟"
وتابع فيلي "اطالب المرجعية بصراحة التدخل الفعلي لان الأمور تسير نحو حدوث فتنة كبيرة بين الجانبين المظلومين تاريخيا"، مضيفا انه "صحيح ان المادة ١٤٠ احدى المواد الدستورية التي تدور حولها العديد من النقاشات الا ان السؤال يكمن في ان الجميع يعلم من الذي وضع اساس تلك الفكرة ومن نفذها وخاصة حزب البعث والانظمة الشوفينية في العراق، فهل هناك رغبة في الاستمرار في ادامة الفكر الشوفيني البعثي؟"
واضاف "نحن نعلم ان المادة ١٤٠ لا تشمل المناطق التي يسكنها اغلبية كوردية، بل تشمل حتى بعض المناطق ذات الاغلبية الشيعية التي اصابها الضرر من الناحية الجغرافية والديموغرافية".
وتساءل "هل ان الحكومة الاتحادية الفعلية في بغداد التي قامت على اساس رفع المظلومية عن المكون الشيعي وصلت الى مستوى الذي يجعلها ترى السياسات العنصرية والشوفينية الصدامية ضد المكونات المظلومة من كورد وغيرهم مشروعة؟ والتي تتجلى في الاستمرار على النهج الذي يؤدي بالنتيجة الى اهراق دماء المظلومين".
واشار فيلي الى ان "السيد (نوري) المالكي بنهجه هذا يرتكب خيانة كبيرة بالمظلومين الشيعة قبل غيرهم، لانه ليس من خطأ الكورد وقياداتهم ان الناس في المناطق الاخرى من العراق يتحدثون عن التطورات والنجاحات التي يحققها اقليم كوردستان في المجال الامني والخدماتي"، مؤكدا ان "على الحكومة في بغداد الا تفكر مثل الانظمة السابقة في الا تعيش كوردستان في وضع امني مستقر وتدميرها".
واردف فيلي قائلا "انا واثق من انه لا سمح الله ان اندلع القتال بين الاقليم والحكومة الاتحادية وأصابت الشعب الكوردي الخسائر المادية والروحية فان الكورد كما عمروا كوردستان عشرات المرات السابقة فانهم يستطيعون هذه المرة ايضا من اعمار ما قد يحل بهم من دمار"، مستدركا "اشك في شيء واحد هو ان المالكي بسياسته الحالية يستطيع ان يعيد تحالف المكونين المظلومين الكورد والشيعة ليقفا معا ضد اي ظالم جديد".
وخاطب فيلي المرجعية الدينية بقوله "انا اتوجه الى المرجعية على وجه الخصوص التي تدخلت في عدة مفاصل خطيرة في المرحلة الحالية من التاريخ العراقي بعد سقوط النظام واستطاعت التخفيف من حدة الصراعات وتهدئة الاجواء واستطاعت ايضا خلق فرصة للمتنازعين لمراجعة حساباتهم بحكم انه ثبت لديها ان الشارع والرأي العام ليس مع تلك السياسات"، مؤكدا بانه "على ثقة بان الذي يمارس ضد كوردستان لا يمثل رأي العراقيين بصورة عامة ولا رأي الشيعة بصورة خاصة".
وتابع "انا مطمئن انه مادامت المرجعية قد قامت بتوجيه انتقادت للاوضاع الامنية والمعيشية والخدمية فهي ترفض ايضا ان تهرق دماء الابرياء من غير حق"، مستدركا ان "هذا يستدعي منها ان تقوم على غرار ما قام به اية الله العظمى الامام الحكيم وموقفه التاريخي بزرع المحبة والمودة بين مكونات هذا الشعب واسهم اضعاف موقف الحكومة المركزية العدائي حينها بعدم اعطائها الشرعية في مقاتلة الكورد".
وعبر فيلي عن تصوره بان "المرجعية في هذه المرحلة يجب ان تتدخل في الموضوع سواء بشكل اصدار فتوى او اية صيغة تراها ضرورية، فتحرم اهراق الدماء والقتل في هذه الازمة، لان ما تقوم به حكومة بغداد الان لا علاقة له بالقانون ولا المسائل الادارية بل وحتى من الناحية الشرعية ايضا ليس له ارتباط بشكل العلاقة بين المكونات المذهبية في البلد".
ولفت الى انه "يجب الا تدفع مكونات الشعب العراقي ضريبة تمرد حكومة المركز وخرقها للاتفاقات والقرارات السابقة التي انتجت التشكيلة الحكومة الحالية"، معبرا عن اعتقاده بان "المرجعية وكما يقال صمام الامان ويجب ان تخرج من هذا الصمت وان تكون لها كلمة الفصل لعلمها اكثر من غيرها اين يكمن خير وصلاح هذه الشعب وهذه الامة، اذن فعليها ان تستخدم نفوذها وسلطاتها كي لا يهزم جبهة المظلومين وان لا يشمت اعداء هذا الشعب بهذه الجبهة".
وعلى صعيد مواز اصدر أساتذة الحوزة العلمية في النجف بياناً عن الاوضاع الحالية والازمة بين بغداد واربيل جاء فيه "تناها الى مسامعنا ان نوري المالكي ينوي أن يجر الشعب العراقي المغلوب على أمره الى حرب جديدة كنزوة من نزوات الدكتاتور الأسبق لغايات شخصية لا ناقة ولا جمل فيها للشعب العراقي المضظهد سابقاً وحالياً".
وأضاف وفق ما نشر على موقع "شط العرب" "نحن أساتذة الحوزة العلمية في النجف الأشرف عقدنا إجتماع فيما بيننا...بعد أن وصلتنا العشرات من الرسائل من ذوي الجنود العراقيين فضلاً عن الكثير منهم وصل الينا وحدثنا مباشرة والكل في خوف من حرب محتملة تأكل الأخضر واليابس لنزوة سياسي طائش لا يهمه مصلحة الشعب".
وتابع أن "الشعب لا يتحمل حربا جديدة, حتى سأل والد أحد الجنود عن مصير ولده لو سقط في حرب طائشة لحاكم مستهتر هل يُعتبر شهيد أم لا فكان الجواب قطعاً لا؟"
واعلن بيان الاساتذة عن "رفض الحوزة العلمية في النجف الأشرف لأي حرب طائشة مع الأخوة الكورد" داعين المالكي الى ان يبحث على وسيلة أخرى لتحقيق غاياته ونزواته الشيطانية دون ان يشرك بها دم المواطن المسكين".
وشدد على أن "فتوى إمام الطائفة وزعيم الحوزة العلمية الأكبر السيد محسن الحكيم (قدس) بتحريم مقاتلة الأكراد هي قائمة ولا تسقط بتقادم الأيام".
ولفت البيان الى أن "زعيم الحوزة العلمية الحالي المرجع الديني الأعلى الإمام السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) يرفض أي حرب ويقف بالضد منها وسيقف بالضد من أي تهور يقدم عليه الحاكم الحالي".