وقال صلاح العبيدي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المالكي لم يكن موفقاً أبداً في مؤتمره الصحفي الأخير، وهذا ما رصده حتى المقربون له عندما أشاروا عليه باستقطاع الكثير من الكلام الذي ورد في هذا المؤتمر"، مبيناً أن "تهديدات كثيرة ظهرت من المالكي وخطوات واثقة باتجاه الدكتاتورية عندما قال أنا الذي ثبتّ رئيس الجمهورية".
وأضاف العبيدي أن "السيد مقتدى الصدر في بيانه، الأخير، لم يشر إلى ما قاله المالكي فقط، وإنما أشار إلى التداعيات التي تلت ذلك"، موضحاً أن الصدر "أشار إلى محاولات المغالطة التي ظهرت من السيد المالكي في مؤتمره الأخير، وكأنما هي سياسة تكميم الأفواه وهي تذكرنا بالنظام السابق".
وبشأن الجهة التي تملك قرار الحرب والسلم في البلاد حالياً، قال العبيدي، إن "الواضح لدى الجميع اليوم أن الأكثر في تسلطه على قرار الحرب هو السيد المالكي والحكومة المركزية"، مضيفاً أن "الكتل الأخرى لا تملك إيقاف قرار الحرب، لأنه بيد البارزاني وأنا قلتها سابقا إن البارزاني رجل حرب أكثر مما هو رجل سياسة، وكذلك بيد المالكي الذي يبدو أن توتره متصاعد هذه الأيام".
ولفت العبيدي إلى أنه "إذا قارنّا عمليات دجلة بقيادات العمليات في المناطق الأخرى فيمكن أن يكون دورها مقبولاً في إطار تنسيق الجهود الأمنية بين المناطق التي تعاني من خلايا تتحرك بين المحافظات للقيام بعمليات إرهابية عديدة"، مستدركاً بالقول "لكن محاولة استخدام عمليات دجلة لاستفزاز الإقليم وليس من أجل تحديد صلاحياتها مقابل صلاحيات الإقليم فهذا لن يكون في مصلحة الشعب العراقي".
وتابع العبيدي أن "السيد مقتدى الصدر أوضح أن المالكي له الحق في تسليح الجيش العراقي وجعله جيشاً قوياً، ولكن لي عنق الصلاحيات من اجل مصالح حزبية وشخصية هو ما يخرب المشهد بشكل كبير"، مشدداً على أن "النقطة الأساسية هي أن محاولة الطرفين تأجيج الموقف بأي شكل من الأشكال سيؤدي إلى أن يكون السلاح وبالاً على العراقيين وليس لمنفعتهم".
وحذر المتحدث الرسمي باسم الصدر من أن "ثمن ذلك سيكون أرواح ودماء العراقيين وهذا ما لا يمكن قبوله"، بحسب تعبيره.
وحول الأنباء التي أشارت إلى أن رئيس الجمهورية جلال الطالباني يفكر في تقديم طلب للتحالف الوطني يقضي باستبدال المالكي بمرشح آخر من التحالف، قال العبيدي إن "الطالباني لم يشر إلى مثل هذه النقطة حتى الآن".
واعتبر العبيدي أنه "إذا وجه الطالباني مثل هذا الطلب فسيكون طلبا سياسيا وليس طلباً قانونياً أو حكومياً بل يكون في إطار العلاقات بين الكتل السياسية"، مستدركاً بالقول "لا أظن أن التحالف الوطني سيرضخ".
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتبر، أمس الثلاثاء (٤ كانون الأول ٢٠١٢)، أن ما تضمنه خطاب رئيس الحكومة نوري المالكي الأخير من تهديد "يمثل خطأ فادحاً يجب ألا يتكرر"، فيما اعتبر تسليح الجيش العراقي أمر لا بد منه.
يشار إلى أن رئيس الوزراء نوري المالكي، حذر خلال مؤتمر صحفي عقده، (مطلع كانون الأول الحالي)، الداعين إلى حجب الثقة عنه باتخاذ إجراءات لم يتخذها سابقاً، داعياً إلى التزام الحوار والتفاهم بين الكتل السياسية.
وتراجعت جهود التهدئة بين بغداد وأربيل بعد فشل الاجتماع العسكري بين وفد البيشمركة ومسؤولي وزارة الدفاع العراقية، إذ أعلنت رئاسة إقليم كردستان، في (٢٩ تشرين الثاني الماضي)، عن تراجع حكومة بغداد عن وعودها، وأكدت أن الأحزاب الكردستانية جميعها اتفقت على صد "الديكتاتورية والعسكرتارية" في بغداد، وعلى عدم السماح لأي حملة شوفينية تجاه كركوك والمناطق المتنازعة عليها، فيما شددت على جدية الحوار وتقوية الحكم الداخلي في الإقليم.
وأعلنت حكومة إقليم كردستان أن وفداً من الإقليم برئاسة رئيس حكومة الإقليم السابق برهم صالح وصل إلى بغداد، اليوم الثلاثاء (٤ كانون الأول ٢٠١٢)، مبينة أنه سيجري مباحثات مع جميع الكتل السياسية بشأن الأزمة القائمة بين بغداد وأربيل، فيما وصل رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، إلى إقليم كردستان وعقد فور وصوله اجتماعاً مع رئيس الإقليم مسعود البارزاني لبحث الأزمة الراهنة.
ودعا رئيس الحكومة نوري المالكي، في (الأول من كانون أول الجاري)، الرئيس جلال الطالباني لأن يكون رئيسا للجمهورية وحامياً للدستور وليس زعيما حزبيا، فيما أكد رئيس الجمهورية جلال الطالباني خلال لقائه، أول أمس الأحد (٢ كانون الأول ٢٠١٢)، السفير الاميركي في العراق ستيفن بيكروفت بأن "الظرف الحالي لا يتحمل التصعيد والتشنجات"، في إشارة إلى التطورات الأخيرة بين بغداد وأربيل، متعهدا بمواصلة جهوده من أجل تهدئة الأوضاع، فيما أشار بيكروفت إلى أن الولايات المتحدة تدعم جميع الأطراف العراقية دون تمييز.
يذكر أن حدة الأزمة بين إقليم كردستان وحكومة بغداد، تصاعدت عقب حادثة قضاء الطوز في محافظة صلاح، في (١٦ تشرين الثاني ٢٠١٢)، والتي تمثلت باشتباك عناصر من عمليات دجلة وحماية موكب "مسؤول كردي" يدعى كوران جوهر، مما أسفر عن مقتل وإصابة ١١ شخصاً غالبيتهم عناصر من قوات عمليات دجلة، الأمر الذي عمق من حدة الأزمة المتجذرة أساساً بين الطرفين.