وقال هيثم الجبوري في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المالكي هو مسؤول بحسب الدستور والقانون عن بسط الأمن في كل أرجاء العراق وإقليم كردستان يعد جزءاً منه"، مؤكدا أن "المالكي هو رئيس وزراء منتخب صادق مجلس النواب على اختياره وهو ليس قائداً لميليشيا عربية حتى يحارب الكرد".
واعتبر الجبوري أن "مهمة المالكي هي بسط الأمن ومحاربة المفسدين"، متسائلاً بالقول "إذا كان القائد العام للقوات المسلحة لا يمكنه الرد على من يريد تعكير مزاج الأمن في المناطق المختلف عليها فمن يمكنه ذلك".
وبشأن التصريحات الكردية عن تسليح المالكي للعشائر العربية بكركوك وديالى، اعتبر الجبوري أن "هذا الحديث عار عن الصحة"، مشيراً إلى أن "الموجودين في المناطق المختلطة هم عبارة عن جيش اتحادي يضم عرباً وكرداً وتركمان ومسيحيين".
وتابع الجبوري أن "الاتهامات بتسليح العشائر هي أكاذيب اعتاد عليها بعض القادة من إقليم كردستان"، مؤكدا أن "بعض القادة الكرد يريدون أن يصوروا أن هناك حرباً قومية بين العرب والكرد بينما الحقيقة هي أن هناك حكومة اتحادية عليها بسط الأمن وهناك تمرد من إقليم كردستان".
وتراجعت جهود التهدئة بين بغداد وأربيل بعد فشل الاجتماع العسكري بين وفد البيشمركة ومسؤولي وزارة الدفاع العراقية، إذ أعلنت رئاسة إقليم كردستان، في (٢٩ تشرين الثاني الماضي)، عن تراجع حكومة بغداد عن وعودها، وأكدت أن الأحزاب الكردستانية جميعها اتفقت على صد "الديكتاتورية والعسكرتارية" في بغداد، وعلى عدم السماح لأي حملة شوفينية تجاه كركوك والمناطق المتنازعة عليها، فيما شددت على جدية الحوار وتقوية الحكم الداخلي في الإقليم.
وأعلنت حكومة إقليم كردستان أن وفداً من الإقليم برئاسة رئيس حكومة الإقليم السابق برهم صالح وصل إلى بغداد، اليوم الثلاثاء (٤ كانون الأول ٢٠١٢)، مبينة أنه سيجري مباحثات مع جميع الكتل السياسية بشأن الأزمة القائمة بين بغداد وأربيل، فيما وصل رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، إلى إقليم كردستان وعقد فور وصوله اجتماعاً مع رئيس الإقليم مسعود البارزاني لبحث الازمة الراهنة.
ودعا رئيس الحكومة نوري المالكي، في (الأول من كانون أول الجاري)، الرئيس جلال الطالباني لأن يكون رئيسا للجمهورية وحامياً للدستور وليس زعيما حزبيا، فيما أكد رئيس الجمهورية جلال الطالباني خلال لقائه، أول أمس الأحد (٢ كانون الأول ٢٠١٢)، السفير الاميركي في العراق ستيفن بيكروفت بأن "الظرف الحالي لا يتحمل التصعيد والتشنجات"، في إشارة إلى التطورات الأخيرة بين بغداد وأربيل، متعهدا بمواصلة جهوده من أجل تهدئة الأوضاع، فيما أشار بيكروفت إلى أن الولايات المتحدة تدعم جميع الأطراف العراقية دون تمييز.
يذكر أن حدة الأزمة بين إقليم كردستان وحكومة بغداد، تصاعدت عقب حادثة قضاء الطوز في محافظة صلاح، في (١٦ تشرين الثاني ٢٠١٢)، والتي تمثلت باشتباك عناصر من عمليات دجلة وحماية موكب "مسؤول كردي" يدعى كوران جوهر، مما أسفر عن مقتل وإصابة ١١ شخصاً غالبيتهم عناصر من قوات عمليات دجلة، الأمر الذي عمق من حدة الأزمة المتجذرة أساساً بين الطرفين.