لا تستغرب حقيقة الامر أن الذي يحدث في العراق هو حالة شاذة لم تؤلف من قبل ، لكون العراق قد يكون من البلدان المتقدمة في مواضيع العجائب والغرائب في الدنيا .

مما لاشك فيه أن البدايات الخاطئة غالبا ما تؤدي الى نتائج سلبية، وهذا ما نلاحظه في صعود تيارات إسلامية بصورة سريعة، وتوليها السلطة " مع ما فيها من مزايا الحكم" وبدأت تفرض أفكارها على جميع المكونات؛ الأمر الذي يثير حفيظة الآخرين الذين يخالفونهم بالتوجه الديني أو الفكري.

في جو سياسي ملبد بالأحداث المضطربة تكون فيها الرؤية للعملية السياسية مشوهه وناقصة ، اصبح ملتقى الحكيم هو مرشح صحي لبيان الحقيقة ونشرها ، والقيادة نحو الحلول السليمة ، وإبعادها عن الصراعات والتصادم المستهلك للجميع ، بنفس وطني ونهج مستقيم ، يحافظ فيه على الدولة ويوجه الحكومة مراعي فيه المصلحة العامة.

كل اناء بالذي فيه ينضح .. هكذا قال احد الشعراء قبل اكثر من الف سنة ، وهذا الشعر اصبح لما فيه من دلالة ومعنى قول شائع ومعروف لدى عموم الناس، لانه يعبر عن انعكاس جوهر شخصية الانسان الحقيقية على سلوكه ومنطقه وكلامه.

خلال عشرة سنوات وأكثر، وتحديدا منذ سقوط النظام الصدامي في نيسان ٢٠٠٣م وتولي مسؤولية اصدار القرارات والحكم المدني، الزعيم المبتسم دائما، بول بريمر، ومرورا بفترة مجلس الحكم وحكامه الاثني عشر، ومن ثم الحكومة السابقة وختاما بالحكومة الحالية ــ مع إني لا أظن أن هذه الظاهرة ستنتهي أبدا ــ وخلال هذه السنوات بشهورها وايامها الطويلة سمعنا آلاف الوعود والتصريحات والبشارات التي أطلقها وما زال يطلقها جميع المسؤولين الحكوميين والاداريين والفنيين في مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية والبرلمان والوزارات وحتى مجالس المحافظات والمجالس البلدية.

سعد البزاز..او البزاز سعد ...البعثي الموصلي صاحب قناة الشرقيه ..وابن اخت الوزير البعثي شاذل طاقه ...فمن مذيع مغمور الى مدير المركز الثقافي العراقي المخابراتي في لندن ...والمنسق مع المخابرات البريطانيه...بوابة السي آي ايه..الاميركيه .... وعودة محمودة متملقه بعد صعود نجم المقبور عدي الاعوج..حين مزق القطريون العلم العراقي في احدى المباريات الكرويه ايام الولايه العامه لعدي ابن المقبور جرذ العوجه على الرياضه العراقيه ..حيث اصبح البزاز سعد مدير مكتب جريدة السياسه الكويتيه في بغداد.

سياسة الاستحواذ وتميش الأخرين من أهم الاعراف التي تمارسها بعض القوى السياسية , لا هم لها سوى حصد امتيازات ومنافع المناصب الادارية دون ان تهتم بتقديم الخدمات الى المواطن في نوم عميق, أحزاب تدعي الجماهيرية والعراقة والتضحيات , تسلقت على ماضي جماهيرها وتنكرت لجميل صراعهم ضد الدكتاتورية…

أستورد البعض السياسة من (بالات ) اوروبا وأيران وتركيا وآسيا وكانت إكسباير !! حينما جاءوا بها الى هنا أو لم يحسنوا تطبيقها بشكل صحيح , نعلم جميعاً إن السياسة هي ..

يمتلك العراق افضل واقدم حضارة قد لا نجدها في اي بلد اخر , ويعتبر بلد وادي الرافدين من افضل البلدان بالتصنيف الاقتصادي لو استغلت ثرواته بالشكل الصحيح, ولديه موارد زراعية وصناعية وسياحية , فضلاً عن امتلاكه الذهب الاسود وابار من الزئبق , بالاضافة الى حقول الكبريت والمعادن الاخرى, ولكن الغريب في الامر يتحدث اغلبية ابناءهِ عن عدم وجود رفاهية مع كل هذه المقومات من النجاح ,والتي لوجدت في اقصى السودان او الصومال لأصبحت جنة عدن هناك, وطالما ان الموارد موجودة والايدي العاملة كذلك والعقول النيرة التي دخلت موسوعة غينيس تنتشر في ربوع البلد , اذن اين المشكلة؟

الوضع الأمني لا يبشر بخير ويسير من سيء الى أسوء دون وجود بوادر لوقف هذا التراجع بل ان الأجهزة الأمنية وقياداتها لا تدخل على خط الأزمة وكان الأمر لا يعنيها مع تساقط عشرات الضحايا يوميا في بغداد والمحافظات نتيجة لانفجار المفخخات والعبوات اللاصقة والناسفة والاستهداف المباشر بواسطة الأسلحة الكاتمة مع الإشارة إلى تنوع الأساليب والأهداف خاصة بعد إضافة النساء والأطفال والأطباء وشيوخ العشائر.