جاء ذلك في وقت أجرت قيادة عمليات بغداد تغييرات في الضباط المسؤولين عن القطعات الأمنية، منذ مطلع آب الجاري.
وقال مصدر امني رفيع، إن "تعليمات أمنية جديدة تقضي بالاستغناء التدريجي عن جهاز العصا السحري (السونار) في السيطرات والعودة الى التفتيش التقليدي"، مشيراً إلى ان التعليمات تتضمن أيضاً "الاعتماد على ذكاء رجل الأمن وحس رجل الاستخبارات"، على حد تعبير المصدر.
وتابع المصدر أن "هذه الإجراءات ستستمر بهذه الطريقة (التقليدية) إلى حين وصول أجهزة جديدة للكشف عن المتفجرات".
وأضاف المصدر أن "القيادات الأمنية على قناعة تامة، اخيراً، بعدم فاعلية جهاز السونار، وأنه تسبب بخفض معنويات الجنود، وافقدهم الكثير من الثقة".
وأوضح المصدر أن "معلومات استخبارية اكدت، خلال الأسابيع الماضية، مرور جميع العجلات المفخخة التي تم تفجيرها في بغداد والمحافظات من دون رادع، عبر نقاط تفتيش تعمل بجهاز السونار، بينها منافذ رئيسة للعاصمة".
وكشف المصدر أن "القيادات الأمنية قررت تزويد منافذ بغداد بقوات إضافية من المخابرات والاستخبارات، بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد لتشخيص العجلات التابعة للعصابات الاجرامية، ومتابعة المعلومات الامنية التي ترد القيادات الامنية من دون ان يتم متابعتها بشكل دقيق في السيطرات".
وتابع المصدر، ان "نقاط التفتيش في داخل العاصمة بغداد ستتعرض إلى علمية إعادة الهيكلة بهدف تنظيم عملها، وضمان انسيابية حركة الأشخاص".
وتابع المصدر أن "القيادات الأمنية أجمعت على ان كثرة نقاط التفتيش أدى إلى إرباك الوضع الامني، وأن الحل هو تحويل نقاط التفتيش الثابتة إلى نقاط متحركة".
إلى ذلك، أكد مصدر في قيادة عمليات بغداد، أن "قادة الأجهزة الأمنية وضعوا ضمن عملية ثأر الشهداء في حزام بغداد، خططاً لمرحلة ما بعدها، لضمان الحفاظ على ما تحقق فيها خلال الفترة الماضية". وأعلنت قيادة العمليات المشتركة المشرفة على عملية ثأر الشهداء، الأسبوع الماضي، اعتقال ١٩٨ مطلوبا بتهم إرهابية والسيطرة على معسكرين تابعين لتنظيم القاعدة خلال العملية المستمرة في محافظات نينوى والانبار وديالى وبغداد
وأشار المصدر إلى أن "الخطط الجديدة تتضمن إنشاء ابراج للمراقبة في كل اركان مناطق العاصمة، واعادة العمل بالمناطيد التي كان الاميركان يستعملونها عند تواجدهم في العراق، والتي تم انزالها لتعطلها او تعرض بعضها للتلف نتيجة الاستهداف من قبل مسلحين"، لافتاً إلى أن "الاميركيين لم يدربوا العراقيين على طبيعة عمل المنطاد وصيانته لأنه بحاجة الى صيانة مستمرة نتيجة تعرضه للظروف الجوية".
في شان متصل، أجرت القيادة الأمنية "تغييرات ميدانية عبر نقل وتحريك بعض القطعات، تضمنت نقل وتبديل عدد من القيادات الامنية".
وزعم مصدر مطلع ان "تغيير قادة الامن تم بناءً على الكفاءة التي يتمتع بها كل قائد ميداني، ونمو الجانب الاستخباري والحصول على المعلومة الدقيقة".
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن، قال في تصريحات صحفية إن "منظومة أمنية جديدة يجري التدريب عليها حاليا سوف تنطلق مع مطلع الشهر المقبل، تتضمن إنشاء أبراج مراقبة في بغداد، فضلا عن رفع منطادين، لغرض متابعة تحركات العناصر المشبوهة ورصدها"
وأضاف معن أن "الاستراتيجية الأمنية دخلت حيز التنفيذ وقد تزامنت مع عملية ثأر الشهداء التي حققت نتائج ممتازة حتى الآن تعتمد بالدرجة الأولى على الاعتماد على حس المواطن الأمني والعمل الاستخباري".
بدوره، اكد مظهر الجنابي، العضو في لجنة الامن النيابية، في تصريح لـ"العالم"، أن "الخطط الامنية الجديدة لم تأت بأي نتائج جيدة على مستوى تحقيق الاستقرار والحد من وقوع هجمات وأعمال عنف في بغداد والمحافظات". يذكر أن العراق، شهد الأسبوع الماضي، تفجير ١٤ سيارة مفخخة أو عبوة ناسفة ضربت بغداد، الناصرية، كربلاء، الحلة، صلاح الدين، مما أوقع مئات الضحايا بين قتيل أو جريح بحسب ما نقلت غالبية وسائل الإعلام عن مصادر أمنية أو صحية. وأشار الجنابي إلى أن "القيادات الامنية لا تسمع نصائحنا، وسبق وان قدمنا العديد من التوصيات، واشرنا الى ضرورة تغيير القيادات الامنية لان بعضها مخترق، وبعضها فاسد".