ستار محسن، احد المتظاهرين، حضر الى ساحة الاندلس عند الساعة الخامسة صباحا بعد ان منعته القوات الامنية من التوجه الى التحرير والفردوس، يحمل علم العراق على كتفيه، وبين يديه باقة زهور، يقول ان مجموعة من اصدقائنا تعرضوا للضرب والاهانة على يد القوات الامنية وخصوصا (سوات) المنتشرة في مكاني التظاهر والاحياء المجاورة، وتم احتجاز بعض منهم ومصادرة كاميراتهم وهواتفهم النقالة.
وقال محسن الذي يعمل بائعا للكتب، "رغم التعامل السيء من قبل اجهزة الامن، إلا أن هذه التظاهرة تعد ولادة جديدة لحركة مدنية رائعة من حيث الممارسة والتنظيم وضبط النفس من قبل المتظاهرين، على عكس تصرفات القوات الامنية التي بدت مرتبكة وتتعامل بقسوة مع المواطنين المحتجين"، مشيرا الى ان "المراتب والجنود كانوا عراقيين اصلاء يتعاملون معنا بنبل واحترام، الا ان الاوامر التي تصدر عن قادتهم الكبار تجبرهم على ممارسة العنف ضدنا".
واضاف أن "مشاركة المرأة والشباب كانت رائعة في ساحات الاحتجاج وهو امر ايجابي ويبشر بالخير، وبدأ الضوء يكبر في نهاية النفق".
ودعا الحكومة إلى أن "تسمع صوت المتظاهرين، وسنقف مثل الشوكة في (زردومهم) مثلما يقول المثل الشعبي. لانهم في واد، والمواطن العراقي في واد آخر". وبين ان "هذه التظاهرة وحدت العراقيين بمختلف انتماءاتهم، وعبرت عن نقاء وصدق الشعب".
الناشط المدني محمد عباس، الذي يؤكد أنه "تعرض للضرب والإهانة على أيدي عناصر القوات الامنية" لأنه قام بالدفاع عن زميلته اثناء مسيرهم نحو التحرير، قال في حديثه لـ العالم"، "بعد ان قامت صديقتنا (رجاء) بالتصوير بكاميرا الموبايل وهي تعمل بمجال الصحافة، تم ضربها من قبل القوات الامنية التي كانت تنتشر في ساحة الطيران، وحين حاولنا تخليصها من بين ايديهم، انهالوا عليّ وعلى اصدقائي بالضرب بالهراوات، وبعصي الكهرباء، ما تسبب لي بكدمات في ظهري ووجهي وكتفي".
واضاف عباس "برغم امتناع القوات الامنية منح رخصة للتظاهر في ساحتي التحرير والفردوس، ورغم التضييق الكبير على المتظاهرين، الا ان ارادة المحتجين كانت كبيرة واصرارهم واضح على اقامة التظاهرة". وبين ان "القوات الامنية لم تتعامل بحكمة، ولم تتصرف باحترام مع اناس ينادون بأبسط حقوق المواطن وهو التظاهر السلمي".
فيما قالت الشابة وهج رياض ان "واجب الحكومة هو حماية المتظاهرين السلميين، لا تخويفهم وقمعهم"، مضيفة ان "تعامل القوات الامنية معي كان مهينا جدا، وتعرضت للدفع من قبل الشرطة بسبب محاولتي التوجه الى ساحة التحرير وقاموا بتفريقنا بالقوة".
واشارت إلى أن "شجاعة القوات الامنية كانت واضحة ضد النساء، اللاتي تعرضن الى انتهاكات كثيرة، ومنعن من ممارسة حقهن في التظاهر".
وتقول الناشطة والكاتبة رجاء الربيعي التي تعرضت للضرب بالعصي الكهربائية اثناء قيامها بالتصوير بكاميرا الموبايل في ساحة الطيران إن "اغلب الشوارع كانت مغلقة، ما اضطرنا إلى السير على الاقدام ولمسافات طويلة، وقرب كنيسة الارمن قامت قوة امنية باعتراضنا، والاعتداء علينا".
واضافت "حاصرني اربعة من رجال الشرطة، وطالبوني بتسليم هاتفي، فرفضت، فحاصروني وحاولوا سحبي نحو سيارة الشرطة، ولكن عددا من المتظاهرين تدخلوا ومنعوا الشرطة من اعتقالي، وركضت صوب الشارع الجانبي المتجه نحو البتاوين وبسرعة، وكان عناصر الشرطة يركضون خلفي وكأنني صيد سهل لهم". وتابعت "هتفت بأعلى صوتي، سلمية.. سلمية.. الا ان اجهزة الامن لم تتردد بضربي ومحاولة سحبي واعتقالي انا ومن معي من الاصدقاء".
وتضيف "من المعيب جدا ان تجيّش الجيوش والشرطة بوجه مواطنين مسالمين خرجوا بمحاولة صغيرة للقضاء على الفساد المستشري في العملية السياسية"، مبينة ان "الارهابيين هم احق بهذه القوات المدججة بالسلاح والسيارات الكبيرة التي ترش الماء على المتظاهرين، ولكنهم يخافون صوت الصدق والحق ان يصل الى آذانهم التي اعتادت على الصمت منذ عشر سنوات".
وطالبت الربيعي ا بتخفيض رواتب اعضاء مجلس النواب وامتيازاتهم غير المستحقة وخاطبتهم بالقول:"انتم نواب عنا، وعليكم ان تقدموا ما بوسعكم من اجل اسعاد هذا الشعب الذي انتخبكم واختاركم لتكونوا ممثلين عنه، ومن المعيب والمخزي ان تخصص ميزانيات للتنحيف والترشيق والتجميل". وأكدت "سأعود لساحة التحرير متى ما علمت موعد التظاهرة القادمة، وسأهتف بأعلى صوتي، سلمية، سلمية".