وقال الجلبي إن من الضروري "إقامة اتحاد كونفدرالي بين العراق وسوريا لوجود مقومات مهمة بين البلدين على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والتاريخية"، مشيراً إلى ان من "أول مهام هذا الاتحاد رفض عملي وحقيقي لاتفاقية سايكس بيكو التي قسمت المنطقة".
يذكر أن "الكنفدرالية" هي اتحاد دائم للدول ذات السيادة للعمل المشترك فيما يتعلق بالدول الأخرى، ويبدأ عادة بمعاهدة لكنه غالباً ما يفضي في وقت لاحق لاعتماد دستور مشترك، وعادة ما تنشأ الكنفدراليات للتعامل مع القضايا الحساسة مثل الدفاع والشؤون الخارجية أو العملة المشتركة، حيث يتعين على الحكومة المركزية لتوفير الدعم لجميع الأعضاء، ومن أبرز الكنفدراليات الحديثة الاتحاد الأوروبي.
وأضاف الجلبي، أن "الدولة التي ستنشأ من هذا الاتحاد، ستكون الوحيدة التي لها سواحل على الخليج العربي والبحر المتوسط، وتضم تجمعاً سكانياً يقارب الـ٥٥ مليون نسمة"، مبيناً أن هذا "المشروع سيسهم في حل مشاكل المياه، لأن معظم مجرى مياه نهري دجلة والفرات داخل سوريا، مثلما سيؤمن منفذاً إضافياً لحقول النفط إلى البحر المتوسط".
وأوضح رئيس المؤتمر الوطني، أن هذا "الاتحاد سيضم أهم الحواضر والرموز التاريخية التي حصلت بعد الإسلام مثل عواصم الدولتين الأموية والعباسية اللتين كانتا موحدتين تاريخياً"، عاداً أن "الاتحاد يمكن أن يعيد للعرب دورهم الرئيس ويحقق توازناً مهماً للمكونات الاجتماعية داخل الدولة، سيكون له تأثيره الايجابي حتماً على التوازن السياسي".
وكشف الجلبي، عن قيامه بـ"الاتصال مع أطراف سياسية في البلدين، لطرحه الفكرة على بساط البحث"، معرباً عن اعتقاده أن "الأزمة السورية المتفاقمة حالياً التي قد تجلب الحروب للمنطقة، تتطلب ضرورة التفكير خارج الحدود المرسومة في الوقت الحاضر، والسعي لمشروع غير مألوف لمعالجة الخطر الدائم على هذه البلاد".