هاجس قلق حقيقي مما ستؤول اليه الامور ان حدثت الامطار بتلك الغزارة مرة اخرى، مناشدات ومطالبات من احياء وازقة بناياتها ومناطقها معرضة للغرق بسبب سوء الخدمات فيها، لكن ما يحدث في بعض مناطق العاصمة من عمليات تنظيف قامت بها ملاكات امانة بغداد وبمختلف القواطع البلدية، وصفت من قبل الاهالي بأنها خطوات ايجابية الا انها جاءت متأخرة.
وذكر اهالي الاحياء السكنية المتضررة بفعل الفيضانات الناجمة عن الامطار السابقة، واستمعت الى ارائهم ووجهات نظرهم التي صبت جميعها حول تفعيل الجهود والتنسيق بين المؤسسات لعدم تكرار الماساة.
يقول فهد نوري من حي الاسكان، "لا يمكن ان نبقى متخوفين على ممتلكاتنا جراء الامطار التي تعد من قبل دول العالم نعمة تمكنهم من اقامة وعمل الكثير من المشاريع التي يوفرها من خلال تخزينه بالشكل الذي يجعله مفيداً وليس مصدر خوف وقلق".
ويضيف أنه "كان الاجدر بالجهات التي يقع ضمن مسؤولياتها تصريف وخزن المياه القيام بخطط فورية ودورية من اجل تصريفها بأنسيابية في شبكات الصرف الصحي حتى ينعم الجميع بالاستقرار والطمأنينة التي حرموا منها صيفا وشتاء".
فيما حمّل جبار كريم، من حي الوشاش غربي العاصمة، "امانة بغداد المسؤولية الكاملة للاوضاع التي آلت اليها معظم المناطق والاحياء التي لاقت نصيبا كبيرا من الغرق كأحياء جنوب وشمالي العاصمة، والتي وجد الاهالي انفسهم في العراء نتيجة عدم وجود الخطط الكفيلة والاستراتيجية الواضحة لحمايتهم من حوادث تهدد حياتهم ومساكنهم".
وبين جبار ان "الخطوات التي نراها اليوم من قبل الملاكات الهندسية لامانة العاصمة بتنظيف ولو جزء بسيط من شبكات الصرف الصحي هي صحيحة وصحية بنفس الوقت لكون العاصمة واغلب المناطق تحتاج الى معالجة دورية وصيانة مباشرة من قبل اصحاب الاختصاص حتى لا نكون عرضة لتكرار حالات الغرق والفيضان".
ويشدد همام صبري من حي الاعلام، ان "الاوساخ والامور التي ترسبت جراء التغييرات والعوامل اليومية كان لابد ان يرافقه العمل بشكل مستمر وبأحدث الطرق والتقنيات الحديثة لمعرفة وتشخيص مواقع الخلل لكي تتمكن فرق الصيانة من معالجة الموقف وتجاوز الازمة التي حلت بأغلب مناطق ومحافظات العراق".
ويلفت محمد عبد القادر من حي الكرادة، الى ان "الاجراءات التي تقوم بها الجهات المعنية بتنظيف وازالة جميع الامور العالقة بشبكات الصرف الصحي، هي خطوات جيدة ومفيدة للجميع لكن من المفترض ان لا تقف تلك الحملات عند اي حي من الاحياء السكنية".
ويؤكد محمد ان "اغلب المناطق بحاجة الى معالجة دورية وجذرية للخلاص من العوامل التي تؤرق ساكنيها والتي يعاني اهلها من سوء الخدمات وضعف شبكات الصرف الصحي فيها لا سيما الشعبية منها التي يؤدي طفح المجاري فيها الى اختلاطه مع مياه الشرب والذي ينتج امراض وبائية قاتلة".
ويدعو اياد كاظم، من حي الشعب الجهات المختصة، الى "الاسراع بانقاذ وتنظيف وازالة ما خلفته الامطار التي اغرقت احياء وازقة بأكملها بعد ان تنبأت هيئة الارصاد الجوية بتوقع حدوث امطار في الايام المقبلة".
ويشير الى ان "اهالي العاصمة كانوا يتلهفون شوقا الى نزول الامطار التي اصبحت كمياتها الكبيرة ماساة ومعاناة وتذمر مما حدى بهم لمناشدة الجهات المعنية بتوفير اقصى درجات الخدمة لتخليصهم من غرقهم المحتم بسبب انسداد وسوء شبكات تصريف الصرف الصحي".
وعد عضو مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي، أن "القوانين القديمة وتجاوزات المواطنين وراء الخلل الكبير في الواقع الخدمي"، داعياً رئيس الوزراء نوري المالكي إلى "إيجاد البديل لهيكلية امانة بغداد ورفدها بالكوادر الشابة".
ويقول الربيعي, إن "الجميع يعد مسؤولاً عن هذا الموقف المأسوي الذي تمر به بغداد فبعد عشر سنوات من الأموال الطائلة التي صرفت مازلنا نفتقر لمواجهة اي ظرف طارئ مثل الأمطار، ناهيك عن التجاوزات الحاصلة من قبل المواطن البغدادي على البنى التحتية بشكل عشوائي هو احد الأسباب الرئيسة التي قد لايستطيع البعض ان يصرح بهذا بسبب قرب الانتخابات".
وسبق ان اعلنت مديرية العلاقات والاعلام في امانة بغداد ان ملاكاتها الهندسية والخدمية في قسم المجاري تواصل اعمال تنظيف وتسليك خطوط المجاري الرئيسة والفرعية وتهيئة محطات المجاري الواقعة ضمن رقعتها الجغرافية وتعويض الاغطية المفقودة.
واضافت حينها ان أعمال تنظيف وتسليك الخطوط الرئيسة والفرعية للمجاري وصيانة المنهولات المتضررة ومشبكات الامطار في عدد من المحلات السكنية للسيطرة على مياه المجاري والامطار ومنع حدوث طفح في الشوارع .
يذكر ان البلاد تعاني من ازمة حقيقة في سوء الخدمات والبنى التحتية التي تجعل الجميع يتذمر لمجرد نزول الامطار الذي يسبب خسائر بالملايين ناهيك عن تلف وتدمير المحاصيل الزراعية واغلب ممتلكات المواطنين الذي يقطنون في احياء سكنية شعبية وفقيرة، صرخات مدوية وجهت من قبل الجميع بضرورة ايجاد الفرص والحلول السريعة لمعاناة وازمات يراد لها النهاية بأرع الاوقات.