الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم وسط مدينة الديوانية بامامة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي امام جمعة الديوانية . وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم . بعدها .. قدم سماحته احر التعازي والمواساة لامام العصر والزمان (عج) . ومراجع الدين العظام والامة الاسلامية بمناسبة مرور ذكرى استشهاد ملاتنا الزهراء (ع) . والسيدة معصومة (ع) . وايام الشهداء الذين مازالوا يسقطون وهم من اتباع اهل البيت (ع) .
مبيناً الصراع المستديم الذي لاينتهي بين فراعنة العصور ومظلوميها . فهذا الصراع هو صراع بين الحق والباطل وبين الظالم والمظلوم صراع من اجل العزة والكرامة والحق . فتلك الجبهة التي تمثل الطواغيت من اجل التشبث والتسلط وبين المستضعفين . مشيراً الى القانون الالهي الذي سيورث الارض للمستضعفين وزوال المستكبرين والطواغيات . فالطواغيت ديدنهم الظلم والاستكبار واستباحة الاعراض وهتك الحرمات . وعندما يقف بوجههم المستضعفين يبدأون بالتسقيط ورشق التهم . فالمستضعف هو من تسلط عليه الطاغوت وسلب حقوقه وجرده من كرامته ولكنه لم يستطع ان يجرده من ارادته مهما كبر او صغر الطاغوت وارادة المستضعفين هي التي تهز عروش هؤلاء المستكبرين والدكتاتوريين الذين مارسوا ابشع الجرائم بحق المستضعفين الذين اوعدهم الله بالنصر وانتظر منهم الوقفة والصرخة والخروج في ثورة ضد الطغاة والمستكبرين .
فان الله سبحانه وتعالى عندما يشاهد ان الامة مستعدة ان تعطي الدماء والارواح يمدهم ويساعدهم ويقف معهم فهو من وعدهم بالنصر طالما لهم القدرة على المواجهة فهو الناصر وهو المسدد وهو القادر على كل شيء .
كما بين سماحته ان الله تعالى دائماً ما يمحص الامم ليرى ان كانوا يصدقون في شعاراتهم ووقفتهم ام انهم متخاذلين وكذا ليكشف عن من هم يحاولون استغلال هذه الثورات ليتسيدوها . لذلك فان الله تعالى يؤخر النصر من اجل كشف الشعارات الزائفة والوجوه الكاذبة التي تحاول استغلال الفرص واستغلال الثورات الجماهيرية وهذا كله امتحان وعلى الامم ان تيأس ولا تستسلم وان تتمسك بما قدمت عليه بل وتعض عليه بالاسنان . فهناك اعلام مظلل وهناك تشويش من اجل ان يصوروا بان الحاكم عادل والحاكم لم يفعل شي كي يقللوا من حجم وشرعية هذه الثورات فما ان يسقط الطاغوت واذا بجرائمه تنكشف للجميع ويالها من جرائم .
فاليوم نحن امام معركة حقيقية لوجود صراع بين الشعوب المستضعفة والطواغيت الذين سقط البعض منهم . وبقي البعض الاخر الذي مازال يتمسك ويتشبث ويبيد ويسيل الدماء وينتهك الحرمات . مستذكراً الطاغية صدام وجرائمه البشعه وخصوصاً جريمة حلبجة الكبرى وكان العالم جميعه يغطي عليها كما هو الحال اليوم مع القذافي وسكوت العالم وحقوق الانسان عن هذه الانتهاكات وهذه الجرائم فكما ساندوا الطاغية المقبور صدام اليوم يساندون القذافي وهم يساندوه لان الطواغيت منهجهم واحد . مستغرباً موقف مجلس الامن الدولي الذي يشاهد المجازر امامه وهو لم يحرك ساكناً بانتظار البديل الذي سيأتي بعد هذا العميل وهل سياتي عميل ام لا ؟. وكذا اليمن ايضاً واكثر الم ما نشاهده اليوم من انتهاك جميع المقدسات والحرمات من قبل حكام الخليج فالشعب البحريني يتعرض لابادة وحرب طائفية من قبل الانظمة الخليجية لانهم من اتباع اهل البيت (ع) .
وها نحن نرى ان حكام الخليج جميعهم اشتركوا في مذبحة البحرين وهذه حرب شعواء ضد ابناء المذهب الشيعي . فهذه الحرب الشرسة ضد ابناء مدرسة اهل البيت (ع) . كشفت الاقنعة لانهم كشروا عن انيابهم الطائفية وسياساتهم القمعية وما يحصل في البحرين هو حرب طائفية اشترك فيها الحكام الطائفيين الجاثمين على صدور الشعوب منذ سنوات طويلة . داعياً اياهم بان يشاهدوا الطواغيت الذين سبقوهم وما هو مصيرهم ؟!!!. فاليوم يدعونا ان نقف جميع الشعوب لنكون شعب واحد ضد الطواغيت ويحتاج منا الى يقضة ومتابعة وتحمل المسؤولية والوقفة الشجاعة وليس فقط كشعب بل كحكومة ومنظمات وجميع شرائح الشعب ودعوة للوقوف ضد هذه الانتهاكات التي تعرض اليها الشعب العراقي من قبل فهي تذكرنا بما تعرضنا له على يد النظام العفلقي الطاغوتي .
اما في خطبته الثانية :
فقد تحدث سماحته عن موقف المرجعية الدينية تجاه ما يحصل من مجازر في البحرين وكذا موقف مجلس النواب الذي صدر بتعطيل مجلس النواب مبيناً اننا نحتاج الى موقف حكومي وليس الى موقف برلماني وهو التعطيل وعلى الحكومة ان تعلن عن موقفها بشكل واضح من خلال منظماتها واعلامها وتقول كلمتها . متسائلاً سماحته عن موقف منظمات حقوق الانسان العالمية ؟. وكذا منظمات المجتمع المدني ؟.
مشيراً الى ان موقف مجلس النواب بالتعطيل هو موقف غير صحيح لاننا في مرحلة لاتسمح لنا بالتعطيل بل نحن في امس الحاجة لمزاولة مجلس النواب لعمله وعقد جلساته فنحن نحتاج الى موقف حكومي من قبل حكومتنا ومنظماتنا ومؤسساتنا ازاء ما يجري في البحرين . مع اننا نمر بازمات عديدة قد لاتسمح لنا كحكومة وكمجلس وكشعب ان نعبر عن موقفنا تجاه الشعب البحريني ولكن هذا لايمنعنا عن تكليفنا . خصوصاً ونحن نمر بازمات متعددة ومنها الخدمات والكهرباء التي صرح عنها وزير الكهرباء بانه لايستطيع ان يوفر اكثر من اربع ساعات في فصل الصيف المقبل وكذا تسعيرة الكهرباء التي ارتفعت وما سمعناه من شعارات بخفض اجور الكهرباء فهذا ليس له صحة والايام القادمة تنذر بازمة حقيقية قد لا تحمد عقباها . اما عن مفردات البطاقة التموينية فقد بين سماحته ان الشعارات التي اطلقت على البطاقة التموينية هي شعارات فقط وليس لها صحة وها نحن تمر بنا الايام ولم نشاهد اي تطبيق لتلك الشعارات .
وكذا قضية التعيين وفرص العمل والتعيينات التي باتت آليتها مبهمة على الناس فهذه ازمة اخرى عليكم ان تصارحوا شعبكم ولا تكذبوا عليه وبسبب هذه الوعود الشعب فقد الثقة بالمسؤول وعليكم ان تتركوا اعمالكم تحكي عنكم وليس شعاراتكم وبالوناتكم الكاذبة وخروج البعض ليصرح عن التعيينات والبطاقة التموينية والخدمات والكهرباء . فنحن ما زلنا نعاني من الفساد وعليكم ان تعالجوا قضية الفساد وقد خرجت الجامعات والمعاهد وناشدت المسؤولين بتخليصهم من المفسدين ومن الفساد وفي المقابل هناك من يحمي الفاسدين ويصر على بقائهم . فالمشكلة الحقيقية في العراق هو الفساد وعليكم بمحاربة الفساد الذي بدأ يظهر على العلن كما حصل في قضية اجهزة كشف المتفجرات وقضية هروب السجناء بسبب الفساد والضباط الكبار الفاسدين الذين يبيعون ويشترون ويجرون الصفقات . متسائلاً سماحته اين الملفات القديمة التي فتحت واين لجان التحقيقي الكثيرة واين نتائجها ؟؟.
اما عن الوزارات الامنية ومرور عام على الحكومة فقد حذر سماحته من الممغالطات والخداع الذي يمارس فمازالوا مصرين انهم لايعطوا الوزارات لشخصيات مستقلة بل انهم يريدونها لاحزابهم وشخصياتهم الحزبية وما يعلن من خلال الاعلام فهو كذب وضحك على الذقون وتزييف للحقائق . كما ان المرجعية الموقرة في بيانها اعلنت وطالبت بالحد من الترهل الحكومي ولم نرى اي استجابة لحد الان فما زالت حكومتنا مترهلة وهناك مناصب ووظائف لافائدة منها فقط وفقط استحدثت من اجل المجاملات الحزبية والفئوية والشخصية وكذا المحافظات التي نجد فيها خمس نواب للمحافظين والحواشي الكثيرة وايضاً رؤساء مجالس المحافظات .
فالشعب اعطى مهلة ولاكنها غير مفتوحة ومدة المئة يوم تنتهي والشعب ينتظر الجواب ويسأل ماذا سيقدم له بعد هذه الفترة . كما بين ان ملف الاربعين مليار قد غلق ولم يسمع الشعب عنه شيء وكذا مبلغ مئتي مليون دولار صرفت من قبل مكتب القائد الاعلى ولا يعرف احد اين ذهبت . فهناك ملايين الدولارات تصرف على المتخمين وبالتالي الشعب جائع وسيحاسبكم عليها وسيستيقظ الشعب وحذاري من يقضة الشعب التي ستسقط عروشكم وكشف اقنعتكم لان هذا الشعب جائع ويشعر بالغبن والحرمان وهناك عوائل لا تجد لقمة العيش وهناك اناس تريد ان تعالج مرضاها ولكنها لاتستطيع وانتم تاتون وتطرقون الابواب على المتخمين وتعطونهم الاموال .