تابعت المظاهرات التي انطلقت في العراق وفي كثير من المحافظات وعلى مدى سبعة أسابيع ولازالت إلى اليوم الذي اكتب فيه هذه المقالة١/٤نيسان الجمعة وأرى أن مطالب الشعب التي يُطالب بها اليوم هي مطالب مشروعة وضرورية وتنبع من حاجة المواطن وواجب الحكومة بعد أن تسمع لهم وترى مطالبهم أن تنفذ جُلها إن لم نقل كلها ضمن آليات حكومية ودستورية وإنسانية لان واجب الحكومة هي رعاية الشعب والإنصات إلى مطالبه وأقول هذا الكلام لأننا في كل الحالات والظروف التي تمر ببلدنا وشعبنا كنا ولا نزال نقف إلى جانب شعبنا العراقي ووقفنا قبل ذلك مع شعبنا ومع الحفاظ على دمه ووحدته ودفعنا لأجل هذا الموقف ضريبة قاسية سوف اكشفها في يوم ما إذا صحت الظروف وجاء وقتها نعم وقفت مع أبناء شعبنا في العراق وحينها كانت الأزمة الطائفية تضرب بجذورها وكان كل طرف يغير على الآخر ويكيل له التهم وكنا نقف بالحياد ونُدافع عن الكل ونُحذر من خطورة أن تنزلق البلاد بحرب طائفية بغيضة الجميع فيها خسران كل ذلك لأجل أن لا يسفك الدم العراقي وان لا ينهار النسيج الاجتماعي ومن أي جهة كانت هذا هو موقفنا واليوم نقف معه وبكل ما نملك من قوة وقدرة لتلبية مطالبه المشروعة نعم نقف معه بصفة المواطنة التي احملها لا كما يظن بعض الناس أني نائب بالبرلمان فلست كذلك بل أنا عراقي والدستور كفل لي الحديث وإذن تكليفنا هو تكليف شرعي ووطني ومن هذا المنطلق أوجه خطابنا إلى حكومة الشراكة الوطنية باعتبارها مثلت جميع مكونات الشعب العراقي لنقول لها أيتها الحكومة أوف بواجبك تجاه الشعب وإلا سوف تكون للشعب كلمة أخرى والشعب لا يطالب إلا بحقوقه المشروعة فبدلا من أن تتخذ الحكومة بكل توجهاتها كي تُلبي طموحات الشعب المظلوم نراهم يفتحون ملفا شائكا معقدا وهو ملف المصالحة(وهو ضروري أيضا) مع بعض الجهات المسلحة والتي لا ندري ما هي جذور هذه المجاميع والى أين تصل وما هو عمقها وكم قتلت من أبناء شعبنا على مدى ثماني سنوات وهل هي منشقة عن جهات أخرى لازالت بالعمل المسلح وجاء انشقاقها بسبب خلافات مالية وأخرى (تكتيكية) وأسئلة أخرى يسألها المتابع لهذا الملف
كان من المفروض على الحكومة أن تصالح أبناء الشعب العراقي المطالب بحقوقه وذلك بتوفير الخدمات والقضاء على البطالة ومعالجة ملف ضحايا الإرهاب وملف السجناء الأبرياء وغيرها من ملفات مهمة في حياة العراقيين واقصد أننا نريد نظرة من الحكومة إلى أبناء الشعب الذين يتظاهرون في ميادين متعددة من العراق ولهم مطالب أهمها أن نُرضي هؤلاء ونُلبي طموحاتهم واحتياجاتهم باعتبار أنهم أول من رضي بهذا النظام السياسي وانجح العملية السياسية والانتخابات وقتل هذا الشعب لأنه كان مؤيدا للتغيير لقد كنت حزينا وأنا أرى المواطن الذي أظهرته القنوات الفضائية وقد أصيب بالجرب بسبب الحبس لمدة طويلة كما قال وهذا واجب وزارة الصحة أن تقف معه بسرعة وكذلك هذه المرأة أو تلك التي تبكي على ولدها المحبوس تحتاج إلى صوت يُطمئنها وهكذا مشاكل كثيرة يعانيها أبناء شعبنا أخشى من أعداء العراق أن يستغلوا مشاكلنا بشحن عواطف بعض ودفعهم إلى الخطر أو أن تكون حجة واهية للإرهاب لقتل أبنائنا كما حدث في صلاح الدين أو أن قنوات فضائية مأجورة تنفخ في بوق إثارة الفتن الطائفية والشحن السياسي كل هذا الذي ذكرته هو حرص مني على مصلحة الشعب ونصيحة خالصة للحكومة وتذكير لها بحق المواطن عليها ودفاع عن حقوق الشعب العراقي لأنه يستحق الكثير لتحقيق أهدافه وطموحاته
الشيخ الدكتور خالد عبد الوهاب الملا
عضو التحالف الوطني
رئيس جماعة علماء العراق في الجنوب
الأحد، ٢٩ ربيع الثاني، ١٤٣٢،٠٣/٠٤/٢٠١١ ١٢:٢٩:١٦ ص