أمسكت قلمي واستحضرت ذاكرتي وشددت أمري وانطلقت بفكري اسرح في حال العراقيين مشرقا ومغربا بوسط هذه الظروف الغامضة والملتهبة والتجاذبات اليومية بين السياسيين والتي لا تنتهي مادامت المصالح الشخصية هي التي تتقدمهم في التفكير والتدبير فبدلا أن يجلس السياسيون الكبار يفكرون في بناء العراق الجديد والنظر إلى مطالب شعبه المسكين الذي طال انتظاره لتنفيذ مطالبه المشروعة تفاجئوا أسفا وهم ينظرون إلى السياسيين وقد جلسوا كي يتنابزوا ويتطارحوا ويتصارعوا مع بعضهم بعضا تاركين شعبهم يُلاقي حتفه أين ما كان وفي أي وادٍ هوى ولو كان هذا التنابز والتطارح والتصارع موجها لأعداء العراق والذين ذبحوا العراقيين على مدى سنين عديدة لانتهينا من كل المخاطر الداخلية والخارجية التي تهدد العراق وشعبه المظلوم واعتقد أن واحدا من الأسباب في تردي الوضع في العراق على المستويات كلها هو عدم اقتناع بعض السياسيين بهذا المشروع الجديد بل لم يقتنعوا بمناصبهم التي بين أيديهم ونظروا إليها باعتبار أنها غنيمة وعليهم أن يأخذوا ما وجدوه أمام أعينهم وانتهى الأمر دون أن يلتفتوا إلى معاناة الشعب العراقي واليوم يطالب العراقيون بصوت عال ومرتفع أن يكون الجميع أمام مسؤولياتهم وينظروا إلى شعبهم ويحققوا طموحاتهم مبتعدين عن الشد الإعلامي والتنابز السياسي في وقت يشهد العراق تجاذبا سياسيا مخيفا وتراجعا أمنيا خطيرا وكشفا لبعض المستور من فضائح تبثها بعض القنوات الفضائية التي مابرحت تتصيد أخطاء المغفلين وإجرام المجرمين وآخرها كشف لفضيحة تهريب سجناء القاعدة المجرمين من مدينة البصرة حين تسبب هؤلاء المجرمون من عصابات القاعدة بالانفجار الذي وقع في شارع عبدالله بن علي فأوقع العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى إنها فضيحة كبيرة ومأساة جريحة حين يرقص الآخر على دماء الأبرياء يقابل ذلك صمتا مخيبا من الجهات الحكومية ذات الصلة حتى بات المواطن يشعر قلقا وتشويشا جعله يعيش في أزمة حقيقية مع نفسه متسائلا هل راحت دماء الناس في البصرة هباءا منثورا هل راحت دماء الأبرياء لأجل حفنة من الدولارات التي لا تساوي شيئا مقابل الدم العراقي الطاهر يأخذها رشوة من سولت له نفسه كي يبيع دماء الناس عبطا وتنكيلا وغباءا تساؤلات يطرحها العراقيون من عمق مأساتهم وحزنهم هل ما تذيعه بعض القنوات وتكشفه من تورط رجال الأمن في أجهزة الدولة حق وصحيح أم هو افتراء لخلط الأوراق في وقت يتصاعد الغبار بالعراق بأعلى مستوياته وترتفع درجات حرارته وهو في فصل الخريف الذي غادرنا منذ سنوات كما غادرتنا الغيرة والحمية التي نبحث عنها بيننا فالمواطن العراقي يريد أن يعرف الحقيقة هل أن الذين قَتلوا العراقيين في البصرة وغيرها من مدن العراق هربوا من قبل متنفذين في الحكومة؟ أم أنها دس وتجني؟ لأنهم يعتقدون لو كان ما أذيع حقيقة لكانت هي المصيبة حقا أن تكون دماء الناس بأيد هؤلاء النفر الذين قبلوا أن يبيعوا ضمائرهم لأجل المال والجاه كل هذا يحدث في وقت نشهد تصاعد الاتهامات للكويتيين من بعض السياسيين على أن الكويت تجاوزت على حدودنا البرية والبحرية ويقول بعض الناس بأننا نراقب موقف الحكومة فنراه ليس بالمستوى الذي يليق ببلد كبير اسمه العراق بلاد الرافدين نعم انه موقف ضعيف لا يرتقي إلى حجم المشكلة ونحن لا نريد أن نرجع إلى الوراء في سياستنا مع دول الجوار أو مع أي دولة ولكن لا بأس أن يفهم جيراننا أننا دولة لنا سيادتنا وكياننا ودورنا في التاريخ والحضارة والبناء وما حدث من غزو للكويت لم يكن بإرادة العراقيين ورضاهم وإنما جاء بسبب دعم حكومة الكويت نفسها لنظام صدام حتى قوي فأكلهم واذكر كلمة قالها الشيخ المرحوم عبد الحميد كشك في إحدى خطبه قي القاهرة في عام ١٩٨٦ بأن أول لقمة سوف يأكلها أو يبتلعها نظام صدام بعد حرب إيران هي الكويت لكن من يسمع !!!! المهم لا نريد أن نبحث في الماضي ونحن أولاد اليوم والكويت جار عزيز علينا وبيننا وبينهم عمق في التاريخ والدين والنسب وعليهم وعلينا أن نفكر في المصالح المشتركة وان لا ينظروا إلى العراق على أنه بلد ضعيف وانه مجزّء بل عليهم أن يجعلوا إخوة العرب والمسلمين أمام أعينهم وعلى الإخوة في البرلمان وخاصة لجنة العلاقات الخارجية عليها أن تقوم بعملها بالدفاع عن حدود العراق ومصالح الشعب العراقي عن طريق تكثيف سبل الحوار الفعال.
وان يفهم الإخوة في الكويت أن الظلم لا يدوم وهم جربوا مرارة الظلم من نظام العراق السابق فلا داعي لإثارة غبار الماضي يكفينا غبار اليوم فقد اختنقنا .
الشيخ الدكتور خالد عبد الوهاب الملا
عضو الائتلاف الوطني
رئيس جماعة علماء العراق في الجنوب