كما دعا السيد عمار الحكيم الى الحيطة والحذر للمحافظة على هذه الصحوة الشبابية والوقوف بوجه محاولات استغلالها من جهات نفعية ، معتبرا عدم الوقوع في الانغلاق والانطواء على الافكار والمناهج الضيقة والمظلميات المحدودة الفئوية والمناطقية والمذهبية وتبني خطاب العفو والحكمة والوسطية، مبينا بأنها الشرط الاساس لانجاح مشروع الصحوة لتكون اسلامية الهوى انسانية الاطار.
كما اشار سماحته الى ان الظلم والاستبداد والقمع والاضطهاد وغياب الحريات وتجاهل الحقوق والطموحات وتغييب العقول والطاقات الشبابية الهائلة في مجتمعاتنا واحتكار المواقع والامكانات والثروات والانانية والاستفراد وغياب العدالة الاجتماعية والفراغ القيمي والاخلاقي والابتعاد عن الهوية الاسلامية وغيرها كلها عوامل ادت الى تراكم الغضب والسخط ليتفجر ويصنع هذا التحول التاريخي العظيم ، مشيدا بالدور المرموق والمميز للمرأة الشابة والتي وقفت الى جانب اخيها الشاب في صناعة هذه الملحمة الكبرى .
في جانب آخر من كلمته أكد السيد عمار الحكيم أن قضية فلسطين والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ستبقى القضية المحورية في العالم الاسلامي ، مبينا استعداد العراق لتقديم تجربته الجديدة والتي حملت في طياتها الكثير من التحديات والمخاطر الى جانب الكثير من الانجازات والمفاخر ، مؤكدا أن العراق اصبح حافلا في تجربته وبادواره الشبابية المميزة التي تمثل اساسا في انطلاق العراق الديمقراطي الجديد .
اليكم نص كلمة السيد عمار الحكيم في المؤتمر العالمي للشباب والصحوات الاسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين ..
في رحاب المولد النبوي الشريف وفي ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران ينعقد هذا الاحتفال والمؤتمر الكبير النادر في عالمنا الاسلامي من حيث حجم الحضور وتنوعه ومساحات تمثيله، شكرا لقائد الثورة الاسلامية السيد الخامنئي ( دام ظله الوارف ) راعي الصحوات وراعي الشباب في مسيرته الطويلة ، شكرا للجمهورية الاسلامية ، شكرا لمعالي الدكتور ولاياتي والفريق الكبير العامل معه لانعقاد هذا المؤتمر ومؤتمرات عقدت ومؤتمرات ستنعقد.
ايها الاحبة نقف على ارض السلام والاسلام أرض ايران لنستذكر ثورة مضى عليها ثلاثة عقود انطلق الشعب الايراني آنذاك الى الشوارع والساحات ليملأها، وفي مثل هذه الايام ليستقبل امام المستضعفين والمحرومين الامام الراحل الخميني العظيم (قده).
خرج من الزنازين ومن الظلم والاضطهاد ليأخذ حلة جديدة ويدخل في بناء الدولة، واولئك الشباب الذين صنعوا الثورة ها هم اليوم يقودون الدولة، وكما نجحوا في مسارهم الاول فقاموا يحققون النجاحات الكبيرة في مهامهم الجديدة، وعلينا ان نتعلم ونستفيد ونأخذ المزيد من العبر والدروس من ايران الثورة ومن ايران الدولة وابنائها.
ايها الشباب .. ان ما حصلتم عليه دون طموحنا ودون استحقاقكم ولكن عليكم ان تدركوا بوعي اننا عبرنا طرقا وعرة ومحطات مظلمة في تاريخ امتنا الاسلامية كي نصل الى هذه المرحلة، وان تركة الماضي كانت ثقيلة ومرّة ودامية وصعبة ولكننا على الطريق الصحيح وسنصل باذن الله تعالى بكم ومعكم الى حيث تتحول طموحاتكم الى واقع تستحقونه وتكونوا طاقة الامة الكبرى والواعية الناشرة لدينها العظيم ورسالتها السمحاء في كل ارجاء العالم.
انتم شباب الامة الاسلامية ومشروعها الاكبر وسلاحها الاقوى ومادتها للمستقبل والامل في ان ترفعوا راية الاسلام خفاقة شامخة عالية.
التواصل يوحد الرؤى والاهداف
ونحن نتحدث عن دور الشباب في الصحوة لابد لنا ان نستذكر دواعي الصحوة ومناشئها، فالظلم والاستبداد والقمع والاظطهاد وغياب الحريات وتجاهل الحقوق والطموحات وتغييب العقول والطاقات الشبابية الهائلة في مجتمعاتنا واحتكار المواقع والامكانات والثروات والانانية والاستفراد وغياب العدالة الاجتماعية والفراغ القيمي والاخلاقي والابتعاد عن الهوية الاسلامية والجذور الاصيلة والوقوع في الهيمنة الاجنبية التي جعلت بلداننا مكشوفة امام الاجندة الدخيلة هذه وغيرها ادت الى تراكم الغضب والسخط ليتفجر في لحظة الحقيقة ويصنع هذا التحول التاريخي العظيم.
ان التواصل يوحد الرؤى والاهداف ولم تستطع الانظمة اخماد الصحوة المتنامية لانها انطلقت في وقت واحد ولكن في اماكن متعددة، فالديكتاتورية واحدة وان توزعت ومصالح الشعوب واحدة وان تعددت، وهو ما جعل من شبكات التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وغيرها الدور الكبير في تكوين وحدة الرؤية والحدث والشعار والمطاليب، "الشعب يريد " ..هذه هي الكلمة الشهيرة التي اطلقها الشعب المصري الشقيق ثم تناولها العديد من البلدان ، كما لابد من استذكار الدور المرموق والمميز للمرأة الشابة الى جانب اخيها الشاب في صناعة هذه الملحمة الكبرى.
الحذر من الوقوع في الانغلاق والانطواء على الافكار والمناهج الضيقة
اننا معنيون اليوم بمزيد من الحيطة والحذر للمحافظة على هذه الصحوة والمنع من الميل منها وهو ما يتطلب عملا حثيثا لاستثمارها والوقوف بوجه محاولات استغلالها من جهات نفعية لتغييب الوعي الشبابي المسلم ويتطلب ايضا التعامل معها بمنطق التبني وليس التمني، فهناك قلق من الوقوع في الانغلاق والانطواء على الافكار والمناهج الضيقة والمظلميات المحدودة الفئوية والمناطقية والمذهبية والتي تخاطر بوحدة الامة وانسجامها ، وهناك قلق من استيقاظ الجيوب النائمة لفلول الانظمة البائدة والسعي لارجاع معادلة الهيمنة الاستبدادية ، وهناك قلق من غياب خطاب العفو والحكمة والوسطية والوقوع في التشدد وعدم استيعاب التعددية وهي الشرط الاساس لانجاح مشروع الصحوة لتكون اسلامية الهوى انسانية الاطار.
لابد من الانتقال من شارع الثورة الى مشروع بناء الدولة ومؤسساتها
وهناك قلق من الاقتصار على اسقاط الانظمة المستبدة وعدم استكمال خطوات الصحوة باسقاط المنظومات الاخلاقية والقيمية الفاسدة واحتكار السلطة والادوات من قبل الانظمة وتغييب دور المجتمع وطاقاته الشبابية الكبرى في عملية البناء والاعمار والازدهار والتنمية بكافة اشكالها وصورها ومستوياتها المادية والمعنوية.
لابد من الانتقال من شارع الثورة الى مشروع بناء الدولة ومؤسساتها وان ذلك يتطلب امتلاك الرؤية السياسية الثاقبة والتحليل الصحيح في معالجة التطورات والتحولات اليومية والمستقبلية وعدم الانجرار وراء المشاريع الدخيلة وتفويت الفرصة عليها. وهو ما يتطلب تعزيز الثقة بالنفس وصياغة مشروع نهضوي واصلاحي متكامل يستوعب الطاقات الشبابية ويحقق امانيهم وطموحاتهم ويمنحهم الفرصة الحقيقية للمشاركة في صنع القرار وتحمل المسؤولية في المواقع والمناصب الحساسة والصلاحيات الكافية لتفجير طاقاتهم وتنمية ملاكاتهم في خدمة شعوبهم كي لا يكونوا مجرد جسر او اداة للآخرين ، ان ذلك يتحقق عبر تثبيت حقوق الشباب في الدساتير المزمع صياغتها في البلدان الثائرة وعبر تشكيل منظمات مدنية تدافع عن الحقوق المشروعة للشباب وعبر التواصل المستمر بين الشباب الثائر في البلدان المختلفة وتبادل الخبرات والتجارب الكبيرة .
فلسطين.. القضية المحورية في عالمنا الاسلامي
قضية فلسطين ستبقى القضية المحورية في عالمنا الاسلامي والدفاع عن الحقوق المشروعة لهذا الشعب المظلوم والوقوف بوجه المخططات الصهيونية والاستكبارية الرامية الى الالتفاف على الصحوة ومسك زمام المبادرة واستعباد الشعوب الاسلامية من جديد .
نحن في العراق على اتم الاستعداد لتقديم تجربتنا التي امتدت عشرة سنوات وحملت في طياتها الكثير من التحديات والمخاطر والكثير من الانجازات والمفاخر والعراق اصبح حافلا في تجربته وبادواره الشبابية المميزة التي نعتز بها ونعتبرها اساسا في انطلاقتنا .
ختاما اقترح عدم الاقتصار على هذا المؤتمر ووضع آلية مناسبة لادامة التواصل بين هذا الجمع الخيّر وتعميقه متابعة للاقتراحات الواردة والتي قد ترد في هذا المؤتمر عبر امانة عامة دائمية تواصل الجهد وتديم العلاقة بين الاعضاء.