جاء ذلك في الحفل التأبيني لذكرى استشهاد الإمام الشهيد الصدر وأخته العلوية بنت الهدى بمكتب السيد عمار الحكيم ببغداد الأربعاء ١١/٤/٢٠١٢، مشدداعلى ضرورة الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبت بقصد أو بدون قصد، مشيرا إلى أن الجميع ساهموا في ارتكاب الأخطاء ولا يمكن لأحد أن ينزه نفسه، مبينا أن الخطأ وارد مع قوة سياسية كانت معارضة ولم تعط دورا في المساهمة بالحكم، موضحا سماحته ان من العيب على المرء بان لا يعترف بأخطائه او يصر على ارتكاب الأخطاء .
اعادة الوئام واللحمة الوطنية
السيد عمار الحكيم ابدى قلقه وتخوفه على العملية السياسية بمرورها ببعض المنعطفات الخطيرة والحرجة، مبينا ان المشكلة السياسية تحولت من مشكلة سياسية الى ازمة سياسية ومن ثم الى مرحلة العقدة السياسية ، داعيا الكتل السياسية الى التكاتف والتعاضد والعض على الجراح واستحضار مصالح الوطن والمواطن والشعب الذي منحهم الثقة ، مشددا على ضرورة ان تخرج القوى السياسية بنتائج قادرة على اعادة الوئام واللحمة للصف الوطني.
و اعتبر ان الحكمة والمنطق تتطلب الاستماع للشعب العراقي وهمومه ومعاناته، محذرا من الخلافات السياسية، داعيا في الوقت ذاته الى ان تكون بعيدة عن المواطن الذي يحتاج الى الهدوء، مطالبا الشعب العراقي بتحمل مسؤولياته بالحفاظ على الديمقراطية والدفاع عن حقوقهم وعن الدستور الذي صوتوا عليه.
مشروع الامام الشهيد الصدر
رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي اشار الى ان مشروع السيد محمد باقر الصدر اعتمد على المرجعية الدينية ودورها في المجالات السياسية والاجتماعية بالإضافة الى مبدأ التوازن بين التجديد والتأصيل الذي اعتمده الشهيد حيث كان مجددا يستند في تجديده على الجذور الأصلية وأدلة الكتاب والسنة، مبينا ان مشروع السيد الصدر كان يتصف بالشمولية في كل جوانب الحركة، لافتا الى اهتمام السيد محمد باقر الصدر بالبعد الحركي وبالحوزة العلمية مستشهدا بتطوير المناهج الحوزوية وتطوير ادائها لتكون مواكبة للتطورات التي تحيط بها، مضيفا ان مشروع السيد محمد باقر الصدر يتصف بالتحدي على الصعيد الفكري ومقارنة النظريات الاشتراكية والرأسمالية من جهة مع النظرية الاسلامية وكذلك كان يتصف بالتحدي في مشروعه السياسي ومواجهة سلطة دموية لا تعرف الا القتل، مشيرا الى ثباته (قدس سره) ونكران ذاته واهتمامه بالمشروع دون النظر لموقعه في ذلك المشروع ، مؤكدا ان شهيد المحراب كان امتدادا لمشروع الامام الصدر.
خدمة المواطن.. اهم اهداف مشروع الامام الشهيد الصدر
اما عن اهداف السيد محمد باقر الصدر فيشير سماحته الى انه اهتم بخدمة المواطن وكرامته على الصعيد المادي والمعنوي من خلال بناء الانسان والاعمار والازدهار، مشددا ان هذا يحتاج الى مسؤولين يتصدون لمواقع خدمة الناس والى دولة خدومة لا مخدومة، مبينا ان الدولة كما يرى الإمام الشهيد الصدر مسؤولة عن كونها "تفجّر في المواطنين طاقات هائلةً، وتمدّهم بزخم روحيّ كبير، وتجعل كلّ فرد يشعر بأنّ استجابته لعملية البناء التي تقودها الدولة هي استجابة لكرامته وعزّته". وهذا الأمر لا يتأتّي إلا عبر شعور كل مسؤول بأنه في وظيفة هدفها بالدرجة الأساس خدمة المواطن.واشار بان الامام الشهيد الصدر اعتبر بان "الثروة ليست هدفاً بذاته، وإنّما هي وسيلة لإيجاد الرخاء والرفاه، وتمكين العدالة الاجتماعية من أن تأخذ مجراها الكامل في حياة الناس".
مشروع الشهيد الصدر ..احترام الخصوصية
والانفتاح على العراقيين بكل أطيافهم اكد السيد عمار الحكيم ان احترام الخصوصية والانفتاح على العراقيين بكل أطيافهم, كانت تمثل معلما أساسياً لمشروع الامام الشهيد الصدر، مشيرا بان الامام الشهيد الصدر كان حينما يخاطب العراقيين لا يكتفي بالقول ايها العراقيون, يا أبناء الشعب العراقي , بل يسعى الى ان يطلق الرسائل التي تعبر عن اهتمامه واحترامه لجميع القطاعات لهذا الشعب, وذلك بقوله" يا أبناء علي وعمر , يا أبناء البصرة والموصل , والرمادي والنجف" .
مبينا بان الإمام الشهيد الصدر كان حاملا لمشروع الوطنية ومدافعا عن الشراكة بين العراقيين, وكان مجسدا لهذا الانفتاح على كافة أطياف الواقع العراقي، داعيا الى اخذ العبر والدروس من الإمام الشهيد الصدر ومن مشروعه في بناء العراق الجديد.
الشعوب تبقى والأوطان تصمد ..وكل دخيل يذهب بلا رجعة
اكد السيد عمار الحكيم على ضرورة اخذ العبر من ذكرى التاسع من نيسان، ذكرى سقوط النظام الصدامي وبناء العراق الجديد, مبينا بانالطغاة حكموا العراق لعقود, واحرقوا الحرث والنسل وأساءوا وقتلوا وسجنوا وصنعوا المقابر الجماعية وحلبجة والأنفال وغيرها في كل مكان ورحلوا, وبقي العراق وبقي الشعب العراقي, مضيفا بان القوات الأجنبية جاءت ورحلت وبقي العراق وبقي الشعب العراقي مبينا بانها سنة إلهية في ان الشعوب تبقى والأوطان تصمد وان أي شيء دخيل يأتي ويذهب.
استثمار نجاح قمة بغداد ليأخذ العراق موقعه اللائق
بين السيد عمار الحكيم ان نجاح القمة في بغداد أدخلت العراق الى مساحات جديدة، مؤكدا ضرورة الحرص في الحفاظ عليها واستثمارها ليعود العراق لاعبا أساسياً وحاضرا في منظومات عربية وإسلامية وإقليمية ودولية ويأخذ موقعه اللائق والمناسب.