وقال عبد المهدي في رسالة نشرها على موقعه الرسمي الثلاثاء إن" المجلس الأعلى بعد فوزه في انتخابات مجالس المحافظات الأولى أصبح حجر الزاوية في فوز "الائتلاف العراقي" في انتخابات الجمعية، وفي الدورة التشريعية الأولى.. وتصدر العمل لإعداد الدستور.. وتشكيل أولى الحكومات.. وتصور ان هذه النجاحات قد وفرت له رصيداً متواصلاً، وتسرب الغرور والكسل إلى جوهر مناهجه وتنظيماته.. ولم يستوعب كلياً التطورات الجديدة.. وتفككت بعض طروحاته.. فجاء أداؤه في انتخابات ٢٠٠٩ (المحافظات) مخيباً للآمال.. وبدت تشكيلاته قديمة، مفككة، فاقدة المبادرة، عاجزة عن تجنيد جمهورها، ناهيك عن جمهور الوطن".
وأضاف ان"تنظيمات المجلس لم تستوعب أن الثوابت شيء ومناهج العمل شيء أخر.. وان تكرار النظريات والثوابت والمبادئ بمفردها لا تبني حركية سياسية ، مضيفا أن طروحات المعارضة قد انتهت، والأوضاع بحاجة للتجديد والتعامل مع منطق الدولة وبناء المجتمع. وان تعبئة الشعب وبناء التحالفات والنظريات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والخارجية تختلف عن رفع السلاح ومعارضة الدكتاتورية".
وأشار عبد المهدي إلى انه " بدا لكثيرين أن طروحات "المجلس الأعلى" قد ذبلت وانتهت.. وهي انطباعات وجدت صداها داخل "المجلس" وقياداته وجماهيره العريضة. فبدا كل شيء في تراجع إلا صلابة النواة.. وتقوى العمل أمام الله والمرجعية والمواطنين.. والأمانة لدماء الشهداء،.. والتي أمامها تنحني القامات.. وتعترف بالأخطاء.. وتراجع نفسها.. وتستعد للإصلاحات.. وتتجرأ في تجديد الأفكار وتغيير الدماء، وفقاً لسنن الحياة.. لتعتمد الروحيات الشابة فكراً ونشاطاً، والعمل والإنتاج معياراً.. ولتأكيد ما برهنت الحياة صحته ونبذ البالي والمستهلك. فاصدر بيانه العلني الجريء في ٢/٢/٢٠٠٩ مهنئاً الفائزين واعداً بمراجعة أخطائه، وببدء حملة إصلاحات تنظيمية ومنهجية كبيرة".
وتابع "لم يتخلص "المجلس" من عوامل العطل والعرقلة كاملة.. لكنه يمتلك اليوم ما يكفي للتدليل بأنه يتقدم متجاوزاً عوامل التراجع.. وانه ليس جزءاً من الماضي فقط.. بل هو جزء واعد من المستقبل أيضا.. وان خطاب رئيسه النافذ، ومؤتمره الأخير، والجموع الغفيرة لتنظيماته التي أحيت "يوم الشهيد"، خير دليل على عودة الحيوية لبنيته وأفكاره.. والمطلوب الاستمرار بتطويرها". وذكر عبد المهدي ا ن"الخطر الذي يهدده اليوم هو أن يتوقف عند هذا النجاح الجزئي.. ليأخذه الغرور مجدداً.. فالنجاح باب من أبواب الهزيمة، إن لم تدرس عوامله ومخاطره ومغرياته في آن واحد.. لاستثمار الأولى.. ومواجهة الثانية.. والتصدي للثالثة".