وقال الروسان في مقابلة مع موقع "أشرف نيوز"، "الدفاع عن منظمة خلق فعل قانوني وقضائي ونشاط حقوقي وسياسي في غير مكانه ويجانب الصواب ومنطق الأمور، ويتعارض مع روح مهنة المحاماة والقضاء".
وأوضح المحامي احمد الروسان أن منظمة خلق الإرهابية الأداة الأولى بيد المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، مشيراً إلى أن من شروط الدعم الأمريكي لمنظمة خلق هو استمرار المنظمة بتقديم المعلومات الاستخبارية للموساد.
وأضاف أن علاقة منظمة خلق مع أي إدارة أمريكية يمر عبر قناة الموساد.
وفيما يلي نص المقابلة
الأستاذ محمد احمد الروسان: تحية طيبة لكم ودمتم بخير.
اشرف نيوز: هل لمنظمة خلق الإرهابية نشاط في الأردن سواء كان سياسي أو إعلامي أو اقتصادي وغيره؟
الأستاذ محمد احمد الروسان: قبل أن أجيب على هذا السؤال لا بدّ لنا من مدخل للاشتباك الفكري والتحليلي والمعلوماتي لهذه المنظمة الإرهابية عبر البحث في داتا المعلومات لها، وذلك عبر التساؤلات التالية:
ما هي التوظيفات والتوليفات الأمريكية المستحدثة، لما تسمى بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية؟ وما هي آليات حل أزمة عناصرها، في معسكر أشرف في العراق المحتل؟ فهل تتموضع الرؤية الأمريكية، في عمليات توزيع عناصر هذه المنظمة على الساحات السياسية الحليفة، لواشنطن في المنطقة؟ وفي حالة أنّها كانت كذلك، من سيتولى نقل العناصر؟ ما هو الدور الجديد لهذه العناصر، هل سيكون لجلّ عناصر ما تسمى بمنظمة مجاهدي خلق، أدوار في فعاليات العمليات السريّة بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية بعد رفعها من قائمة المنظمات الإرهابية أمريكيا؟
وهل سيكون لعناصر هذه المنظمة الإرهابية، ادوار بالوكالة عن الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض أطراف إقليمية وعربية، إزاء الحدث السوري الاحتجاجي، وإزاء جل الساحة الإيرانية والعراقية بعد ما سمّي بالخروج من الأخيرة؟ هل ستكون السعودية والباكستان والأذربيجان والدوحة – درة الغرب، ساحات احتواء وتوظيفات وتوليفات، وإعادة شحن وتصدير لهذه العناصر من جديد؟.
وحسب معلوماتي، لا يوجد أي نشاط سواء كان سياسي أو إعلامي أو اقتصادي لهذه المنظمة الإرهابية، فعقل الدولة الأردنية ليس بهذه السذاجة ليسمح لهؤلاء بممارسة أي نشاط، لا بل إن أي عنصر يدخل الأردن وتحت أي مسمى، وتشك الأجهزة الأمنية بحقيقة هويته، وحسب اعتقادي يبقى تحت المراقبة والمتابعة إلى أن يغادر.
وفي المعلومات، الأردن رفض ويرفض وبشكل قاطع، استقبال أي عنصر من عناصر هذه المنظمة، وعلى الأغلب اليقين، لن يكرّر تجربة بدايات عقد التسعينيات من القرن الماضي، كون ذلك من شأنه أن يؤثّر، على مجمل ما يبذل من جهود لتطوير العلاقات الشاملة، على خط عمّان – طهران وعلى خط علاقات عمان – العراق.
والأتراك ما زالوا يدرسون استقبال جزء منهم أي من هذه المنظمة، في المناطق التركية المتاخمة لشمال سوريا، لتوظيفات لاحقة لهم، خاصة بعد فشل زيارات احمد داود أوغلوا لطهران السرية والمعلنة، في جزء منها، لجهة أزمة الحدث الاحتجاجي السوري، ولجهة الأزمة السياسية العراقية الراهنة، من جهة أخرى لا توجد معلومات مؤكدة، تشير لقبول الدولة اللبنانية، على استضافة جزء من هذه العناصر – عناصر ما تسمى بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، واستقبالها في الشمال اللبناني على وجه التحديد؟ لغايات توظيفات لها إزاء الحدث السوري.
اشرف نيوز: كيف تنظر إلى دفاع بعض المحامين والناشطين عن منظمة خلق الإرهابية؟
الأستاذ محمد احمد الروسان: هذا فعل قانوني وقضائي ونشاط حقوقي وسياسي في غير مكانه ويجانب الصواب ومنطق الأمور، ويتعارض مع روح مهنة المحاماة والقضاء، حيث الأولى هي قضاء واقف والثانية قضاء جالس وكلانا نسعى إلى تحقيق العدالة في محرابها --- العدالة لمن ظلم ( بضم الظا وكسر اللام) وليس لمن ظلم ( بفتح الأول وفتح الثاني) – الذي يظلم له جزاء في الدنيا وجزاء عظيم في الآخرة عندّ الله سبحانه وتعالى.
اشرف نيوز: نلاحظ وجود دعم إعلامي من صحف ومواقع عراقية لمنظمة خلق، ما هو الهدف؟
الأستاذ محمد احمد الروسان: :اعتقد انّه في اتجاه تشريع وجودها في الداخل العراقي وتحت بند العناوين الإنسانية وغيرها، ليصار إلى توظيفها في اتجاه دول وساحات سياسية أخرى لدول الجوار العراقي.
اشرف نيوز: في حوار سابق لموقع اشرف نيوز مع أحد القيادات السابقة بمنظمة خلق أكد أن المنظمة عملت بجد وبكثرة في الأردن و بالأخص على نواب البرلمان، ما هو تعليقك؟
الأستاذ محمد احمد الروسان: نعم هذا كلام صحيح ومن بين النواب النائب السابق ناريمان الروسان – لم تنجح في الانتخابات الأخيرة - فهي صديقة شخصية لمريم رجوي كما كانت وما زالت تعلن، وقد شاركت وآخرين زملاء لها في مؤتمرات لهذه المنظمة الإرهابية (حسب وجهة نظري هذه والتي أؤمن بها) في فرنسا وتحت إشراف جهاز المخابرات الفرنسي وفي عهد منسق أجهزة الاستخبارات الفرنسية مع قصر الاليزيه الفرنسي السيد برنارد باجوليه وهو الآن حسب ما اعتقد سفير لفرنسا في أفغانستان.
وحتّى لا نكذب على أنفسنا، نحن في الأردن نعيش حالة ديمقراطية متقدمة، تستحق الدراسة والمتابعة والبناء عليها، وبالتالي هؤلاء النواب بعضهم سابق وبعضهم عاد إلى البرلمان الجديد مارسوا ما يعتقدون انّه صح في رؤيتهم وبدون توجيه سياسي أو امني وتواصلوا وما زالوا مع هذه المنظمة الإرهابية.
اشرف نيوز: إلا ترى أن الأمم المتحدة لم يقم بواجبه في الإسراع بتنفيذه وعده بإخراج منظمة خلق من البلاد؟
الأستاذ محمد احمد الروسان: نعم هذا صحيح بامتياز، والسبب واضح لا يوجد قرار أمريكي في ذلك – فالأمم المتحدة هي بمثابة دائرة من دوائر وزارة الخارجية الأمريكية – هكذا تنظر إليها واشنطن. لكن هذه الرؤية لن تستمر بوجود دول فاعلة مثل روسيا والصين ودولة إقليمية لها مجالها الحيوي كإيران المسلمة، فلن تستمر أمريكا بالسيطرة على المم المتحدة ومع وجود تكتل دولي مثل دول البريكس.
اشرف نيوز: كمحلل سياسي ما هي آليات حل أزمة عناصر منظمة خلق الإرهابية في العراق؟
الأستاذ محمد احمد الروسان: هذا سؤال مهم جدا ومعقد وبسيط في نفس الوقت- يحتاج إلى رؤية سياسية قانونية استخبارية يصار إلى التكييف لها وفقا لظروف المنطقة والإقليم – على أن تأخذ أي حلول لمشكلة هؤلاء المنافقين البعد الأمني والقومي لآيران والعراق المحتل --- وجوابي على هذا السؤال قد يكون قريبا عبر دراسة سأجريها إن شاء الله واكتفي بهذا الجواب الآن.
اشرف نيوز: على أي شيء استندت واشنطن لرفع منظمة خلق من لائحة الإرهاب؟
الأستاذ محمد احمد الروسان: على البعد الإنساني وعملت على إجراء حملة سابقة ولاحقة على غرار بروبوغندا لتبرير فعلها الأسود هذا ---- والسبب الحقيقي يكمن هو في موافقة القائمين على هذه المنظمة الإرهابية في القيام بالدور المرسوم لهم أمريكياً.
أشرف نيوز: بعد رفع واشنطن منظمة خلق من لائحة الإرهاب، ما هو الدور الجديد لهذه المنظمة؟
الأستاذ محمد احمد الروسان: منظمة مجاهدي خلق الإيرانية - الأداة الأولى للسي أي ايه وأحسب، أنّ القوّات الأمريكية الأحتلالية للعراق، والتي تم إعادة هندرة بقائها هناك، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، خاصةً مع رئاسة جون برنان لها أو أيا يكن المدير للسي أي ايه، سوف تستمر بالاستعانة بعناصر زمرة منظمة خلق،لشن العمليات السريّة ضد إيران.
وتقول المعلومات، أنّه وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق، قامت واشنطن وعبر وكالة مخابراتها المركزية، والبنتاغون، وبالتنسيق مع قيادة القوات الأمريكية الموجودة في العراق المحتل، بتجميع عناصر حركة مجاهدي خلق، وعلى قرب من الحدود العراقية – الإيرانية، وضمن معسكرين اثنين، وتبع ذلك، قيام هذه الجماعة، بالعديد من العمليات السريّة والأستخبارية المشتركة، مع عناصر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، والموساد الإسرائيلي، والقوّات الخاصة الأمريكية، داخل الأراضي الإيرانية.
وصار واضحاً للعيان، أنّ حركة مجاهدي خلق الإيرانية، تخلّت عن عدائها للغرب، ما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وانخرطت وبشكل عميق في تحالف مع الإدارات الأمريكية، ومضت قدماً في تحالفاتها الغربية، وخاصةً مع المخابرات الفرنسية، والبريطانية (الأم أي *** )، والكندية، والألمانية، على النحو الذي أدّى إلى انخراطها في تحالفات، مع كل من يعادي النظام الإيراني، وفي نهاية المطاف، وجدت هذه الزمرة نفسها( منظمة خلق)، واقعة في أحضان وكالة المخابرات المركزية الأمريكية،تمارس الجنس الجماعي الأمني معها، ومع جهاز الموساد الإسرائيلي، ومنظمات اللوبي الإسرائيليمثل الأيباك، والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، ولجان الكونغرس الأمريكي، ومنتديات ومراكز دراسات، ومنظمات جماعة المحافظين الجدد الحربائيين الأفعوانيين.
أشرف نيوز: برأيك لماذا تسعى أمريكا إلى الحفاظ على أمن وسلامة عناصر منظمة خلق؟
الأستاذ محمد احمد الروسان: منظمة مجاهدي خلق، لها علاقات بجهاز الموساد الإسرائيلي، ذات بعد زمني طويل، فهناك شبكة استخبارية تابعة للموساد، تعمل داخل إيران والعراق، وتتكون عناصرها وبشكل حصري، من منظمة خلق الإيرانية بزعامة مريم رجوي، وتقوم هذه الشبكة، والتي تتكون من شبكة جواسيس عنقودية، بحيث لا يعرف الجاسوس، زميله في ذات الشبكة، بتجميع المعلومات الأستخبارية الفائقة الحساسية، داخل إيران والعراق معاً، عن الأوضاع الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والعسكرية، والتكنولوجية الأمنية، وتقديمها للموساد الإسرائيلي، وعبر محطة الموساد الموجودة، في مدينة الدهوك، حيث يستأجر الموساد، مبنى تابع لأحد الفنادق هناك.
وتقول المعلومات، أنّ شبكات المخابرات الإسرائيلية، وخاصةً الموساد، وحدة أمان، الشين بيت، الشاباك، تقوم وتسهر، على تدريب عناصر مجاهدي خلق، من الجنسين، في مجالاتالاغتيالات السياسية التي تستهدف الزعماء الأيرانييين، بما فيهم العلماء أيضاً، عمليات تخريب البنى التحتية، والتي تستهدف الجسور والمرافق الإستراتيجية الإيرانية، كمحطات توليد الكهرباء، خزّانات الوقود، مراكز الاتصالات، شن عمليات الحرب النفسية، مستهدفةً زعزعة الشارع الإيراني، لتتيح تفتيت تماسك الجبهة الداخلية الإيرانية، تخريب الاقتصاد الإيراني، عبر نشر أوراق العملات المزورة، تخريب المزروعات، وحرق مخزونات الحبوب، والأغذية الإستراتيجية، والعمل على تجميع الحركات الأيرانية المعارضة، وتقديم الدعم المالي والعسكري واللوجستي والتدريبي لها، بشكل سري، وبدون اطلاعها على حقيقة، أنّ هذا الدعم مصدره إسرائيل، بث وزراعة أجهزة التجسس الإلكترونية، المرتبطة بالأقمار التجسسية الصناعية، وذلك لمساعدة تل أبيب والبنتاغون، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، على تحديد أماكن ومواقع، وإحداثيات هذه المرافق الأنف ذكرها، ليصار إلى ضربها، وخاصةً المنشآت النووية، والعسكرية، والأمنية المخابراتية، التابعة لمؤسسة الحرس الثوري الإيراني.
السؤال الأخير: كيف ترى مستقبل منظمة خلق في العراق أو خارجه في حال تم نقلهم؟
الأستاذ محمد احمد الروسان: إن مستقبل العلاقات التكتيكية والإستراتيجية، بين منظمة مجاهدي خلق الأيرانية، والإدارة الأمريكية أي إدارة كانت، صار يمر عبر قناة الموساد، وهذه العلاقة سوف تطول وتتطور، فلا النسق الإيراني، سوف يسقط بواسطة مجاهدي خلق تحديدا أو غيرهاً، ولا العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، أو العاصمة العبرية تل أبيب، بقادرتين على تفادي الخسائر الهائلة، والعواقب الوخيمة، على ارتكاب حماقة، إن تجرأتا على ضرب إيران، وبشكل تهكمي أقول وما على عناصر هذه الزمرة، زمرة مريم رجوي الإرهابية المنافقة، إلا الاستمرار في تقديم المعلومات الأستخبارية للموساد، كشرط أساسي وضروري، لحصولهم على الطعام والكساء من أمريكا.