طول مشروع طريق المطار هو ١٧ كيلو متر أما طول مشروع الشارع الستيني هو ٤٠ كيلو متر، والأول أوكل لشركة تركية بكلفة ١٧٠ مليون دولار، والثاني أوكل إنجازه لشركة كردية محلية بكلفة ٣٤ مليون دولار، والأول مازال متعثراً ومتلكأ، والثاني تم اكتماله.
لاحظوا الفرق في حجم كلّ من المشروعين، والفرق المفارقة في تكاليفهما، إضافة إلى مستوى الانجاز ومعه مستوى الأداء.
علينا أن نتساءل ونستوضح عن سر هذا التفاوت والتناقض بين مشروع بغداد ومشروع السليمانية.. هل في بغداد يوجد فساد والسليمانية ليس فيها هذا الشيء؟.
وهل أنّ المسؤولين في بغداد فاسدين وغير نزيهين ونظرائهم في السليمانية ليسوا كذلك؟.
أم أنّ في بغداد مشاريع أضخم وأهم من مشروع تطوير مطار بغداد، بينما في السليمانية ليس هناك ما هو أهم من مشروع الشارع الستيني ومدخل المدينة.
الفساد الموجود في بغداد في كلّ المفاصل والمستويات ليس حالة أو ظاهرة فريدة من نوعها ومثله موجود في السليمانية وأربيل وفي كل مكان.. والبشر الذين هم في مواقع المسؤولية لا يختلفون كثيراً من حيث نزعاتهم ورغباتهم وطموحاتهم، لكنّ الفرق هو انه في بغداد فاقت الظواهر والسلوكيات السلبية كلّ الحدود، وكل من يريد أنّ يسرق ويحتال لا يفكر في ان يقدم شيئاً مفيداً ونافعاً.
يخطأون من يتصورون ان الفساد في مثل هذه المشاريع يقع على عاتق أمانة بغداد، صحيح ان الجهة التنفيذية المسؤولة، لكن حجم الفساد وأرقامه المهولة يفوق حجم أمانة بغداد، انه مسؤولية جهاز حكومي ضخم وهائل، وعلينا ان ننظر ونتوقف عند الفساد الخرافي في وزارات الدفاع والداخلية والإسكان والاعمار والصحة والتربية ووو، ومكتب رئيس الوزراء ومكتب القائد العام للقوات المسلحة، وننظر ونتوقف عند مشاهد البؤس والحرمان والفقر المدقع لأعداد هائلة من العراقيين، لنعرف السبب حتّى يبطل العجب.