ليست نيتي أن اطعن في رمز تاريخي معين كابي بكر الصديق ، ولكن معرفة الحقيقة أوسع من السكوت عن حقيقة مغيبة ومجد زائف في الهجرة المباركة ,ملحمة حققت أول دولة إسلامية في التاريخ البشري ،نشرت العدل وأزالت الظلم والاستعباد ... تحققت الإرادة الإلهية في إنقاذ نبيه الكريم من القتل ، لان الملأ لا يتركون النبي ينشر العدل في ارض الله , عقدوا اجتماعاً سريا في دار الندوة ، اتفقوا على قتل النبي{ص} وضعت خطه القتل، تطرقت لأدق التفاصيل، كانت مهمة الفتيه الذين تم اختيارهم من كل البطون تتلخص بتنفيذ خطه الجريمة....

منذ ٢٠٠٣ والتحول الذي حدث لشعبنا من إختياره المسلك الديمقراطي, وهو وان كان واهن ومحفوف بالمخاطر ومع تواضعه وهفواته وبروز مشاكل إعترى ذلك المسلك, يعتبر مسلكا ديمقراطيا فتيا وفريدا في المنطقة جاء على أثر التخلص من أعتى ديكتاتور دارت حوله كل ديكتاتوريات الظلم العربي, تبجله وتقدسه وتقدم له يد العون والطاعة,فبعد أن تخلص شعبنا من هذه الديكتاتورية العقيمة تكالبت عليه قوى الشر والارهاب من شتى البقاع وخصوصا البقاع العربية,لا..بل حتى الاصدقاء الاعداء أمثال (إيران وسوريا) وقوى أخرى ,حسبت نفسها إنها ضد المستعمرين القادمين من الارض البعيدة الجديدة .

مر على التشيع (الاسلام الاصيل ) تاريخ طويل ملئ بالمغالطات والحقد الاعمى والتجهيل وقلب الحقائق ،من قبل ازلام السلطة اضطهادها للراي والكلمة وتعطيل العقل البشري والبقاء في فلك الخرافة والاسطورة والقشور ،من قبل وعاظ السلاطين واشباه العلماء والمتطفلين على الفكر ٠

اثارت اتهامات صحيفة عكاظ السعودية ضد "الزعيم الشيعي العراقي عمار الحكيم "موجة من الغضب العارم والاستهجان والاستغراب لان ما جاءت به الصحيفة السعودية الرسمية مخالف للواقع ولا يستند الى الحقيقة بشيء وفيه من الغرابة والطرافة والتدليس الشيء الكثير علاوة على ان الخبر ركيك ولا يعتد به في العمل الاعلامي ولا ياخذ كمصدر خبري لانه مرر بطريقة المونتاج الساذج البعيد عن اخلاقيات العمل الاعلامي ومبادئ اهل البادية.

بعد ان فشل الاتحاد العراقي لكرة القدم باستضافة بطولة خليجي ٢١ والتي كان من المفترض ان تقام في مدينة البصرة (بغض النظر عن التقصير الحكومي في عدم انجاز مستحقات المدينة الرياضية ومع قناعتنا بانه ليس السبب الحقيقي) ،

بتنا لانستغرب من أي شيء في هذا الزمن ولاعجيب ولا اعجب فكل الامور نستقبلها بتلقائية وكأخبار عابرة لكثرة ما رأينا وسمعنا ونلناه من الظلم والاستخفاف بالعقول والاستهانة بمصير الامة واستسهال أسالت الدماء ،والا فان خبر مثل عبور الحجا الاتراك الى الحدود العراقية ووصولها الى قلب المدن…

رئيس الوزراء نوري المالكي ساكن في برج عاجي وتاجه العنجهية والشموخ الفارغ لا تهزه ضحايا الإرهاب ولا قلة الخدمات ولا العراق الحبيب ،لا يهب ولا ينزل من برجه إلا لحماية كرسيه المزخرف ذو الفال السيئ ، رغم ذلك انه لم ينزل بل الحكيم من انزله ، فقد فشل في مشروعه ولم يلم شمل العراق فقد اخفق بدولة قانونه في البرلمان وفي الحكومة وفي الشارع العراقي .

بالرغم من الصعوبات والأزمات السياسية في العراق وبالرغم من المؤامرات اللاتي تحاك ضده داخلياً وخارجياً ولكن تبقى هناك ميزة مهمة وكبيرة موجودة في العراق لحدٍ جيد بالمقارنة مع دول المنطقة ألا وهي ميزة حرية التعبير عن الرأي وحرية الكتابة وحرية الانتقاد بأقسى العبارات ضد أعلى هرم السلطة وما هو دونه دون أن يطارد أحد صاحب الرأي أو يحبسه أو يمنعه...

ربما لايعرف من اتهم السيد الحكيم خلال الفترة الماضية بالسعي الى طلب دعم السعودية وحكامها انه كان يريد ان يكسر حاجز جمود العلاقات مع هذه الدولة المتغطرسة ولعل التنزل واعطاء الفرصة وبيان حقيقة الاوضاع والاستماع الى وجهات النظر بشكل مباشر في عرف السياسة اكثر فائدة من الخطابات…

يستشف مما يدور في كواليس الحركات السياسية المشاركة في تشكيلة الحكومة ومجلس النواب العراقيين ان هناك تحالفات جديدة تستعد للظهور تمهيدا للدخول في مضمار الانتخابات المقبلة .