بالرغم من الصعوبات والأزمات السياسية في العراق وبالرغم من المؤامرات اللاتي تحاك ضده داخلياً وخارجياً ولكن تبقى هناك ميزة مهمة وكبيرة موجودة في العراق لحدٍ جيد بالمقارنة مع دول المنطقة ألا وهي ميزة حرية التعبير عن الرأي وحرية الكتابة وحرية الانتقاد بأقسى العبارات ضد أعلى هرم السلطة وما هو دونه دون أن يطارد أحد صاحب الرأي أو يحبسه أو يمنعه...

ربما لايعرف من اتهم السيد الحكيم خلال الفترة الماضية بالسعي الى طلب دعم السعودية وحكامها انه كان يريد ان يكسر حاجز جمود العلاقات مع هذه الدولة المتغطرسة ولعل التنزل واعطاء الفرصة وبيان حقيقة الاوضاع والاستماع الى وجهات النظر بشكل مباشر في عرف السياسة اكثر فائدة من الخطابات…

يستشف مما يدور في كواليس الحركات السياسية المشاركة في تشكيلة الحكومة ومجلس النواب العراقيين ان هناك تحالفات جديدة تستعد للظهور تمهيدا للدخول في مضمار الانتخابات المقبلة .

بدات المرحلة الاخطر والاخيرة من الحرب او قل بدات الانتخابات مبكرا ،بهذه الكلمات يمكن ان نفهم استهداف السيد عمار الحكيم من قبل الاعلام السعودي بما نشرته جريدة عكاظ السعودية مشبوهة التمويل بل المعتمدة من قبل الاستخبارات السعودية والتي زعمت بان مصادر امنية سعودية سربت لها خبر مفاده (السلطات السعودية تكشف عن تورط السيد عمار الحكيم بتهريب وادخال متفجرات بشاحنة وقود صهريج الى داخل الاراضي السعودية بغية تنفيذ تفجيرات في مناطق القطيف٠ ٠٠)٠

بطريقة مفضوحة ومكشوفة اتهمت صحيفة عكاظ السعودية الرسمية والممولة من قبل عائلة ال سعود اللقيطة ومن بعدها موقع ايلاف المشبوه والطائفي المقيت رمزا من رموز العراق وقلعة من قلاعه وجبلا من جباله وبحرا من بحوره ونهرا من انهاره بل اتهمت العراق كل العراق والذي يتمثل بالسيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بتصدير اسلحة الى محرقة ال سعود المتهالكة والخاوية على عروشها لدعم الثوار الشيعة في الاحساء والقطيف وفي العوامية المجاهدة وقلعة الابطال والصمود .

عنوان كتبه ونشره في عكاظ (عمار الحكيم ودسائس الشر) الجريدة الرسمية للسعودية .

تستمر جهود العديد من الاطراف السياسية لحل الازمة عبر الحوار وتقريب وجهات النظر ولعل النشاط الكبير الذي يقوم به رئيس الجمهورية جلال طالباني وجهوده تسير بهذا الاتجاه عبر اجتماعات مكثفة وارسال وفود تعرض وجهة نظرة ورأيه في الحل انطلاقا من قناعة معينة وثوابت لايمكن تجاوزها في مقدمتها…

ليس صحيحا ما يدعيه البعض وما روج له الاعلام الموجه من ان صفقة الاسلحة الروسية التي وقعها السيد المالكي مع نظرائه الروس بعد محادثات شاقة وطويلة مهدت لهذه الزيارة وتوقيع الصفقة قام بها وزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي من انها صفقة العمر وانها المخلص والمنافس الافضل للامريكان وانها تدخل في نطاق تعدد المحاور وعدم الاعتماد على طرف واحد قد لا يوفر الحلول الافضل لتسليح الجيش العراقي .

لم استطع تفسير اتهام كاتب صحيفة عكاظ السعودية للسيد عمار الحكيم بقضايا تتعلق بالارهاب ومس امن الدول وشعوبها فالخبر اوهن من بيت العنكبوت عندما تقرأ تفاصيله و من يعرف ويتابع هذه الشخصية لا يمكن ان يشك بقدر أنمله في سماحته فهو رجل الوسطية والسلام رجل المحبة والاحترام فمطالبه انسانية واراءه معتدلة وهذا ما يشهد به الكثير من المستقلين الذين كتبوا المقالات في الثناء عليه اضافة الى الشخصيات السياسية والدينية المختلفة على المستوى المحلي والدولي ...

بالرغم من حصاده لمقاعد برلمانية قليلة في البرلمان ، إلا أن المتتبع لتحركات المجلس الأعلى وقيادته يأخذ انطباعاً انه لاعب رئيسي وأساسي في اللعبة السياسية ، وبالرغم من عدم وجوده في الحكومة الحالية ، إلا إني في كثير من الأحيان أرى المواقف تتغير لموقفه ، وارى الآراء تتبدل لرأيه ، في كثير من الأحيان أجد مواقف كتل كبيرة تعتد برأي المجلس الأعلى وقيادته ، وتعتبره الممثل للوجود الشيعي في العراق .