من الضروري أنّ يتفهم الشركاء السياسيون في العراق أنّهم أمام تحديات جمة ليس في هذه المرحلة التي تعيشها البلاد وتتصاعد فيها حدة الأزمة السياسيّة فحسب بل على طول الخط كون مثل هذه الملفات تحتاج إلى وحدة موقف وعمل مشترك يعكس وجه النظر العراقية إزاءها ويقلل من ردود أفعال الأطراف المعنية…
يحكى أن أحد الرعية تكلم في حضرة أحد الحكام الطغاة فانتقد ظلمه ، وما كان الموقف يسمح للحاكم بالرد على المنتقد فقال لأحد أتباعه : (يافلان ... أسكته ) ، فلما انفض الجمع جاء الرجل لسيده وقال له : لقد اسكته يا مولاي ، سأله وكيف فرد عليه : لقد قتلته . ضحك الطاغية وقال له في نبرة الساخر : أنا لم أقل لك اسكته بالسيف وأنما ( بالعطاء ) فالأخير ( أكثر وقعا ) يجنبنا النقد ويبعدنا عن التهمة .
من البداية كانت الحلول متوقفة على مدى استماع الأطراف المختلفة إلى لغة العقل والوقوف عند الواقع والاعتراف، وإيجاد مساحة مشتركة معه والعمل على توسيعها وتطويرها ثم جعلها قاعدة انطلاق نحو إنجاح المشروع لا التركيز على الأزمة وتحويلها وتدويرها، لا بل بات تفقيسها وانشطارها هم الفرقاء…
وصلنا إلى مرحلة أصبح فيها من الغريب ان تسمع عن موظف في دوائر الدولة وفي مختلف مفاصلها وبتنوع سلطاتها التشريعية و التنفيذية أو القضائية بأنه عف عن أموالها السائبة والمؤتمن عليها بحكم مسؤوليته، وممتلكاتها التي سلمت بيده كحامي ورقيب وراعي لها، لكثرة ما سمعنا ونسمع عن حالات وحوادث…
القسم:المقالاتالتاريخ:٣٠ / يونيو / ٢٠١٢ مالمشاهدات: ٣١٠٦التعليقات: ٠
موقع الوسط
أثبتت سنوات حكم السيّد نوري المالكي، أنّه استطاع أنّ يتخطى موانع الأزمات المتلاحقة دون أن تهتز سلطته، فيما كان خصومه المدعومون خارجياً مثله أو أكثر منه يتعرضون لأزمات في تشكيلاتهم وفي مواقفهم، إذ يضطرون إلى التراجع عن قراراتهم، ويشطبون بأيديهم على اتفاقات الإطاحة به، ثم يعودون إليه يطلبون منه بدء صفحة جديدة.
شهدت الساحة السياسية العراقية ومنذ التغيير الذي حدث مطلع عام ٢٠٠٣ انقلابا كبيرا في طبيعة الدور الذي يقوم به الاعلام في معالجة او تأزيم المواقف خاصة بعد الانفتاح الكبير على جميع توصيفات الاعلام في وقت كانت ماكنة الدولة الاعلامية في داخل البلد هي الماكنة الوحيدة لنقل الحدث والصورة والرؤية دون ان يكون للاعلام المحايد او المعارض دور الا ما ندر مع شراء كامل لحقوق الذمم من قبل نظام البعث للاعلام والاعلاميين ،العربي والدولي.
الذين زاملوه أكدوا شهادة الذين عاصروه وعرفوه راوياً عن ناقل من ان الرجل كان رادوداً حسينياً وهذه الخدمة تشرف صاحبها، ثم طور هذه الخدمة فأصبح منبرياً وهذا شرف آخر أضيف للشرف الأول، نقلت له بعض الفضائيات مجلساً حسينياً كان يعظ الملتفين حول مجلسه بالزهد وعيش الكفاف ضارباً الأمثال…
كان يا ما كان في زمن الأبطال والفرسان ان شعب تحدى الصعاب وقدم التضحيات كفر بصنم و أسقط دكتاتورا فقتل وهجر وتعرض للإرهاب فلم يركع ولم يساوم، لكنه وثق في مجموعة كتل سياسية لتخليصه من هذه المحنة فقالوا له ان انت انتخبتنا وفزنا في البرلمان ونصبتنا عليك فإننا سنمضي بك إلى بر الأمان…
تجري التأكيدات المتصفة بالنضج على ضرورة أن تنبع الحلول للازمة السياسية الراهنة في البلاد من داخل البيت العراقي وان تشابكت المصالح وأخذت العلاقات مع الحكومات والدول الشقيقة والصديقة بعداً آخر في الأزمة بات ينذر بجعل العراق ساحة احتراب لقوى وأجندات متضاربة، فكل اللاعبين الدوليين…
المقالات والاخبار المنشورة لاتمثل بالضرورة رأي الشبكة كما إن الشبكة تهيب ببعض ممن يرسلون مشاركاتهم تحري الدقة في النقل ومراعاة جهود الآخرين عند الكتابة